نعت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، الفنانة القديرة زهور المعمري التي رحلت عن الحياة، مساء أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز ال78 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وقالت النقابة في تدوينة عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تلقى أعضاء النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، انتقال الفنانة القديرة الممثلة زهور المعمري، إلى رحمة الله". وأضافت، إن "النقابة إذ تتقدم إلى أسرة الراحلة، و إلى عموم المهنيين الدراميين، و عشاق الدراما المغربية، بأصدق عبارات التعزية والمواساة، فإنها تستحضر بإجلال المسار الفني الغني و المتنوع للفقيدة على مدار ست عقود في الخشبة والإذاعة والتلفزة والسينما". ودعت النقابة في تدوينتها للفنانة المغربية، بالمغفرة والرحمة، وبالصبر لعائلتها وجميع محبيها. وكانت معاناة الفنانة المغربية مع المرض لأكثر من 8 سنوات قد غيبتها عن المشاركة في الأعمال الفنية المغرببة، خاصة بعد إصابتها بمرض الزهايمر في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تدهور وضعها المادي ومعاناتها من الفقر أيضا. يشار إلى أن الراحلة زهور المعمري، وهي من مواليد مدينة مكناس سنة 1942، من أبرز الوجوه النسائية في فرقة المعمورة، ومن الفنانات المتميزات في مجال التشخيص بقسم التمثيل التابعة للإذاعة والتلفزة المغربية، ومن الفنانات اللواتي بصمن الساحة الفنية المغربية بعدد من الأعمال التي ظلت موشومة في ذاكرة المغاربة. التحقت الفنانة الراحلة، سنة 1951 في بداية تجربتها الفنية وخصوصا المسرحية، بالكشفية الحسنية، وفي سنة 1961 التحقت بفرقة الفنان الراحل محمد حسن الجندي بالرباط، لتنضم بعد ذلك سنة 1962 إلى الفرقة الوطنية التابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، التي شاركت معها في مسرحية "مريض الوهم" و"الشرع اعطانا اربعة". وفي سنة 1963، التحقت الراحلة زهور المعمري بفرقة الطيب الصديقي بالدار البيضاء، حيث شاركت مع هذه الفرقة في مسرحية "البخيل". في سنة 1963 التحقت بفرنسا للمشاركة في دبلجة عدة أفلام هندية مع إبراهيم السايح، وعادت إلى المغرب سنة 1964 حيث التحقت بفرقة الوفاء المراكشية. وشاركت الفنانة الراحلة في العديد من الأعمال المسرحية ضمن فرق من مختلف مدن المملكة، مع مشاركات وازنة في عدد من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، ومسلسلات اجتماعية وكوميدية. ومن بين أعمالها السينمائية الجزء الثاني من الفيلم الأمريكي "طالون نوار" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، وفيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، والفيلم الإسباني "آن بوركا بور أمور" للمخرج مانويل إيستوديبو، وفيلم "أنا الفنان" لعبد الله الزروالي، وفيلم "أيام شهرزاد الجميلة" لمصطفى الدرقاوي، وفيلم "بامو" لإدريس المريني ومحمد حسن الجندي، و"الرجل الذي باع العالم" للأخوين النوري. ومن أعمالها التلفزيونية مسلسلات "عينيك ميزانك" والقطار والناس" وطريق المجهول" و"الأرض" و"الخيمة" و"النكافة" و"للا فاطمة" وفي جزأين وطالخواتات" و"لابريكاد" و"شريكتي مشكلتي" و"مداولة" في عدة حلقات و"من دار لدار". وشاركت الفنانة الراحلة في فيلم "امرأة في دوامة الحياة" من إخراج إيمان المصباحي، ونالت عنه جائزة مهرجان الإذاعة والتلفزيون في تونس، و"المنزل المطلوب" لفريدة بورقية، و"الصبانة" و"المسيرة" لشكيب بنعمر، و"منديل صفية" لمحمد العليوي، و"الطاحونة" لرضوان القاسمي، و"الأصيل للأصيل" لمحمد اقصايب. وشاركت الراحلة في مسرحيات "الشاوش فالمريخ" لجواد العدلي ومحمد الطاوجني، و"أنا وشامة" لمحمد حسن الجندي" و"لعبة الحب والصدفة" لشكيب بنعمر. وقد تم تكريم الفنانة الراحلة زهور المعمري ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس (4 – 14 يوليوز 2003).