قام الملك محمد السادس بتدشين وإعطاء انطلاقة عدد من المشاريع الرامية إلى تعزيز عرض العلاجات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، اليوم الأحد. وأشرف الملك على تدشين المصلحة الجديدة للولادة بالمستشفى الجامعي للأطفال عبد الرحيم الهاروشي، والمصلحة الجديدة للمستعجلات بمستشفى 20 غشت 1953، وعلى إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز مصلحة المستعجلات (تروما سانتر)، ومركز الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وتشتمل هذه المصلحة التي رصدت لها استثمارات تناهز قيمتها 250 مليون درهم، وتقدر مساحتها الإجمالية ب 3754 متر مربع، بالخصوص، على قاعات للتكوين، والفحص، والفحص بالصدى، والتوليد، واستقبال الأطفال حديثي الولادة، والعناية المركزة للمواليد (10 حاضنات)، والإنعاش (7 أسرة)، والجراحة المبرمجة، والاستشفاء وتتبع حالات الحمل عالي الخطورة، والمراقبة بعد العمليات. كما يشتمل هذا المشروع، الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا قدره 53 مليون درهم، ممولة من طرف مؤسسة أمين القباج والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، 63 سريرا استشفائيا، وقاعات للعمليات، إلى جانب وحدات للتعقيم، وطب الأجنة، والمساعدة الطبية على الإنجاب. وبخصوص المصلحة الجديدة للمستعجلات بمستشفى 20 غشت 1953، فهي تنسجم تمام الانسجام، مع أهداف المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية، الذي جرى تقديمه بين الملك في مارس 2013 بمدينة فاس. وستمكن هذه المصلحة، المزودة ببنيات وتجهيزات حديثة تستجيب للمعايير الدولية، من التكفل السريع والناجع، بالمرضى البالغين الذين يعانون من أمراض العيون والأذن والحنجرة والفك، ويتطلب وضعهم الصحي علاجات طبية مستعجلة. وهكذا، تشتمل المصحة على عدد من الوحدات الوظيفية، لاسيما ثلاثة أقسام للعمليات، وقاعات للفحص (الأنف والفم والحنجرة، وطب العيون) والعلاجات المكثفة والفحص بالصدى، والأشعة، والعلاجات، والتحضير والاستيقاظ، ووحدة للتعقيم، وصيدلية. وتطلب إنجاز مصلحة المستعجلات، المشيدة على مساحة إجمالية قدرها 1290 متر مربع، استثمارات بقيمة 16,7 مليون درهم، عبأت من طرف المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد ومجلس عمالة الدارالبيضاء. ودائما في إطار تعزيز طاقة استقبال مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، سيتم إنجاز مصلحة للمستعجلات (تروما سانتر)، والتي تروم استقبال جميع المرضى البالغين غير المبرمجين والتابعين لتكفل مستعجل طبي وجراحي، باستثناء أمراض العيون، وأمراض الأذن والأنف والحنجرة، والأمراض النفسية. وستنجز هذه المصلحة (132 مليون درهم) في أجل 18 شهرا على مساحة إجمالية قدرها 11 ألف و211 متر مربع. وستشتمل على مصلحة للتصوير الطبي (تصوير الأوعية، التصوير بالرنين المغناطيسي، جهاز سكانير، الأشعة السينية، دوبلر)، وجناح للجراحة يتضمن قاعات للجراحة المعقمة، والعمليات شديدة التعقيم، والمراقبة ما بعد الجراحة. وستشتمل المصلحة المزمع إنجازها، والتي تعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، ووزارة الصحة، وجهة الدارالبيضاء- سطات، على وحدة لعلاج آلام الصدر/ الربو، ووحدة للفحص "فاست تراك" (فحوصات، الأشعة السينية، الفحص بالصدى، العلاجات، تركيب الجبس)، وقاعة لاستقبال المستعجلات الحيوية، ومرافق تقنية، ووحدة متنقلة للمساعدة الطبية المستعجلة. ويهم المشروع الآخر الذي أعطى الملك، انطلاقة أشغال إنجازه، بناء مركز جديد للطب النفسي بمستشفى ابن رشد، باستثمار إجمالي قدره 48 مليون درهم. ويروم هذا المركز، الذي سينجز على ثلاثة طوابق (5600 متر مربع)، التكفل بالمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وسيشتمل على مستشفى نهاري، وقاعات للفحص، ووحدة مغلقة للرجال، ووحدة مغلقة للنساء، ووحدة مفتوحة للرجال، ووحدة مفتوحة للنساء، ومصلحة للمستعجلات، فضلا عن قطب لتكوين الأطباء. وعلاوة على وظيفته ذات الأولوية المتمثلة في تقديم العلاجات، سيؤمن مركز الطب النفسي الذي يتسع ل 104 سريرا، مهام التأطير والتكوين التطبيقي والنظري للأطباء المقيمين والداخليين في تخصص الطب النفسي، كما سيعمل على تحفيز إعادة الإدماج الاجتماعي للمرضى. وسيمول هذا المركز، الذي يشكل جزءا من الاستراتيجية الوطنية للصحة العقلية، في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومؤسسة أمين القباج، والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وتعزز مختلف هذه المشاريع، التي دشنها وأعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، المقاربة الشاملة والمجددة، والتي يتمثل هدفها الأسمى في تمكين المواطنين من خدمات صحية عالية الجودة، وذلك في إطار مقاربة ناجعة، عادلة ومنصفة.