بعد أربع سنوات من فصل أنشطة البريد عن أنشطة أمانة للإرساليات، يعود بريد المغرب إلى تجميع الأنشطة البريدية، وأفادت مصادر لجريدة "العمق" أن هذا التغيير الذي سيمس هيكلة بريد المغرب على جميع الأصعدة. ويأتي هذا للتغطية على فشل البريد وأمانة في تحقيق المردودية المنتظرة، وتراكم الخسائر المالية لسنوات. وكشفت المصادر ذاتها أن شركة أمانة تحصد خسائر مالية كبيرة، وتأثرت بالخصوص خلال الأزمة الصحية لكورونا، بحكم كثرة الشكايات والغرامات التصالحية المترتبة عن تأخر تسليم البعيثات للزبناء، الأمر الذي أدى إلى تراجع رقم معاملاتها بشكل كبير، زيادة على فشل شركة SDTM في القيام بالدور المنتظر منها منذ اقتناء قبل نحو سبع سنوات (ستعود "العمق" إلى تفاصيل هذه الصفقة وأهدافها حينها). المصادر ذاتها، أفادت أن تغييرات مهمة لحقت مناصب مهمة في هرم البريد، وخاصة قطب الزبناء الكبار، بسبب تراكم الأخطاء والخسائر المالية. وأضافت أن هناك ارتباكا كبيرا في النظام المحاسباتي الذي تم تغييره لأكثر من مرة. إلى ذلك، كشفت نشرة بريد المغرب عدد 679 الصادرة في 20 نونبر 2020، عن اسناد إعادة هيكلة التنظيم الداخلي لبريد المغرب، إلى مكتب دراسات عالمي خبير في مجال التحول، وأضافت النشرة أن إعادة الهيكلة تأتي في إطار تنزيل مشروع المؤسسة بريد الغد 2.0 ، ومواكبة التطورات الراهنة. وأشارت أن الهيكلة التنظيمية الجديدة من شأنها إعطاء دينامية جديدة لمشروع التحول الذي تتبناه المؤسسة، وكذا تشكيل دعامة أساسية قوية لتحقيق الأهداف المتوخاة في أفق 2023. وأعلن أمين ابن جلون التويمي، المدير العام للمجموعة خلال اجتماع اللجنة الإدارية المنعقد يوم الإثنين 16 نونبر 2020، عن الهيكلة التنظيمية الجديدة للمؤسسة. وأبرز أن هذا التغيير يتعلق في مرحلة أولى بالإعلان عن التشكيلة الجديدة للمديريات فقط في انتظار تفعيل هذه العملية التي سيبدأ العمل بها ابتداء من 12 يناير 2021 ، حيث سيستمر العمل بالهيكلة القديمة على أن يتم استكمال إعادة هيكلة باقي المستويات الأخرى بشكل تشاركي، ويتولى المدراء المعينين الإشراف على الدراسات التقنية اللازمة لهذه العملية وإحالتها على المديرية العامة من أجل المصادقة عليها.