أثار قرار تمديد حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، غضب العديد من الآباء، الذين تفاجؤا بأن قرار التمديد لم يلتفت إلى الوضعية النفسية للأطفال الذين ظلوا محبوسين في المنازل لما يقارب ثلاثة أشهر، خصوصا بمنطقة التخفيف الثانية. وعبر عدد من الآباء، على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من تجاهل الحكومة لوضعية هذه الفئة الهشة من الناحية النفسية، حيث لم يتم أي قرار لتخفيف وطأة الأزمة عليها منذ دخول قانون الطوارئ الصحية قيد التنفيذ في أواخر مارس الماضي. وفي الوقت الذي وجه فيه عدد من الآباء أسئلة إلى أصحاب القرار وانتقدوا عدم أخذ الحكومة لهذه الفئة بعين الاعتبار في قراراتها منذ بداية الوباء، طالب آخرون بتدارك الأمر وتخصيص ساعات في الأسبوع لخروج الأطفال للهواء الطلق، كما فعلت العديد من الدول. وفي كلمته أمس الأربعاء، في الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة، انتقد عبد اللطيف وهبي، البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة تجاهل الحكومة لوضعية الأطفال في قرارها الأخير القاضي بتمديد حالة الطوارئ الصحية. وقال وهبي، "حتى عندما صنفتم المدن إلى مناطق 1 و2 لم تشيروا بتاتا في مخطط التخفيف بمناطق الحجر رقم 2 إلى مصير وضعية الأطفال، حيث لم يخطر على بالكم أن تمنحوهم ولو لحظات للتنفس ونسيان ضغط الحجر الذي فرض عليهم من حيث لا يدرون". من جانبه حذر الأخصائي النفسي فيصل طهاري، من الآثار النفسية لحالة الطوارئ الصحية على الأطفال ذوي البنيات النفسية الهشة في طور النمو الأكثر، قائلا "ما سنراه في أطفالنا من تداعيات نفسية بسبب الجائحة قد نراه الآن أو بعد أشهر أو سنوات، صحة أطفالنا النفسية في خطر". وقال طهاري في تدوينة على حسابه ب"فيسبوك"، إن "جل الدراسات التي نشرت في الآونة الأخيرة وكذلك منظمة الصحة العالمية OMS تؤكد على الآثار النفسية الناتجة عن انتشار الوباء وكذلك عن الإجراء الاحترازي الأهم الحجر الصحي". واستدرك "لكن يبقى الأطفال ذوي البنيات النفسية الهشة في طور النمو الأكثر تضررا من الحجر الصحي لاختلاف حياة الحجر عن حياتهم الطبيعية المملوءة بالحركة واللعب والاحتكاك مع الأقران". وأشار طهاري لما تم اتخاذه من إجراءات لصالح الأطفال في عدة دول حيث أعطت الأولوية في تخفيف الحجر للأطفال "باعتبارها الأكثر تضررا وبمستوى ساعة أو ساعتين خارج البيت في أماكن التنزه وفضاءات الأطفال مع احترام تام لشروط السلامة من تباعد جسدي ومن غسل اليدين وعدم التصافح". وتساءل الأخصائي النفسي، "في إطار اهتمام الحكومة بصحة مواطنيها والتضحية لاقتصاد البلاد من أجل صحتهم، ألم يكن من الضروري الاهتمام بصحتهم النفسية وخاصة الأطفال؟". من جهته دعا عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، الحكومة إلى تدارك الأمر وتطبيق حلول هاجلة للتخفيف من معاناة الأطفال بسبب تمديد حالة الطوارئ الصحية. وكتب الرامي، في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك"، "ياحكومتنا الموقرة الوضعية النفسية للأطفال تتطلب استراتيجية مستعجلة للتخفيف عن معاناتهم بسب تمديد الحجر الصحي". في الوقت الذي لجأ فيه بعض الآباء إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن مطالبهم بإخراج أطفالهم للتنزه، سمح آخرون لأطفالهم بالخروج بالمنازل، خصوصا في بعض الأحياء الشعبية حسب ما عاينت "العمق".