قبل أن يحل يوم عيد ميلادي يوم 15 من شهر يوليوز الحالي ،أقول لكم من قلبي الخالص رفاقي وأقربائي وأحبائي و أصدقائي لا أريد منكم أن تهنئونني على عيد ميلادي هاته السنة أو حتى في السنوات القادمة حتى تشرق شمس بلادي . ففي هذه السنوات التي مرت من عمري وكرستها للبحث والنضال من أجل أن يرفرف علم وطني بين الأمم ومن أجل كرامة الإنسان المغربي والمغاربي وندعو الله تعالى أن يساعدنا على إزالة الغشاوة على أعيننا وعلى مسامعنا وعلى عقولنا حتى يظهر لنا الحق هذا الحق الذي بحثنا عنه وناضلنا من اجله وناضل من أجله أجدادنا وأمجادنا من أجل أن يكون الشعب المغربي والشعوب المغاربية في مقدمة العالم، لكن غشاوتنا وطمعنا الذي خلق لنا الفساد والمفسدين والرشوة من أجل أن يعيش الفرد ،أصبح الفرد الآن لا يفكر في المجتمع الذي ضحى من أجله بل الفرد أو كل مغربي أصبح يفكر في نفسه وهذا ما أوصلتنا إليه أنانيتنا وطمعنا في بناء قصور وفيلات وامتلاك سيارات فخمة وطائرات ونسينا ما ضحى أجدادنا وأمجادنا من اجله ، لقد جعلونا عبيدا مستعبدين وتركونا تائهين في ظلامنا . أيها الشعب العربي متى تستفيق من هذا النوم العميق ؟ متى نصحوا من غيبوبتنا الفكرية ؟ فقد أصبح المواطن الآن من دون تعليم من دون صحة من دون الحقوق التي يخولها له الدستور وهو الحق في الشغل والتعليم والصحة والسكن ،أعتقد أن هاته الحقوق أصبحت بالنسبة لنا حلما وليس حقا ،وسؤالي إذا كان دستورنا الذي صوتنا عليه بإجماع لا يحمينا ولا يضمن حقوقنا ،فلا داعي لأن نصدر دستورا ونضحك على أنفسنا ،فأعدائنا وصلوا بنا إلى هذه الحالة المزرية وأوصلونا إلى الطريق المسدود بدون حرب وبدون دماء بل بحرب تكنولوجية ونفسية جعلتنا نكره بعضنا البعض ونقاتل بعضنا البعض فوصلوا لأهدافهم بتفوقهم علينا بالعلم والمعرفة وليس بالسلطة والسيطرة كما جاء في الرسالة الشهيرة التي وجهها قديما الإسكندر إلى أرسطو قائلا : “لقد أخطأت في نشر هذه الفروع العلمية التي من المفروض أن لا تلقن سوى شفهيا وفي دوائر ضيقة . بماذا سأتفوق على الآخرين إذا تم نشر المعرفة التي علمتني إياها للجميع ؟ … بالنسبة إلي فأنا أفضل التفوق على أغلبية البشر في المعارف السرية بدلا من التفوق عليهم بالسلطة والسيطرة… وداعا..” وهذا ما وقع للأمة العربية من خنوع وخضوع وخمول وركوع واستسلام لسيطرة الفكر الغربي وسيطرته على حكام العرب. وأنا أعرف كذلك كيف خططوا لمدة قرون لبسط سيطرتهم على شعوبنا ونجحوا في ذلك ووصلوا إلى مبتغاهم ، وأنسونا في ديننا وإسلامنا ،فلم نعد نعرف هل نحن مسلمين وعلى أي أساس نحن مسلمون لأن المسلم في نظري عليه أن يكون أولا مؤمنا بالله سبحانه تعالى وبكتبه أي بعلمه وبملائكته بمعنى بما يحيط به وبرسله جميعا ولكننا نحن الآن لا نؤمن لا بالله ولا برسله فكيف لنا أن نتقدم إذا كان حكامنا لا يؤمنون والشعب لا يؤمن فكيف نتقدم إذن ؟ وأقولها بكل صراحة من أحب إنسانا وأحب أخيه أحبه الله تعالى ومن كره أخاه كرهه الله تعالى ولا نعتقد أن من يصلي هو المؤمن فالصلاة لا علاقة لها بالإيمان ، فإذا كنت تؤمن بالله تحلو لك الصلاة وإذا كنت غير مؤمن فلا صلاة لك ،وأطلب من الله عز وجل أن يوقظنا من هذه الكارثة التي حلت بنا إذا بقينا هكذا فسوف تكثر لعنة الله علينا . وأنا الآن لا أتأسف على الماضي بل أتأسف على الحاضر والمستقبل لأن فترة السبعينيات بالنسبة لي هي فترة العصر الذهبي المغربي على جميع المستويات السياسية والثقافية والرياضية وهو العصر الذي لا يمكن تعويضه ،أما الآن فهناك أناس يبيعون شرفهم ووطنهم من أجل مقاعدهم ومصالحهم وما يحرقني هي مجموعة من الأحداث منها الأحداث السياسية التي قلبت كل القوانين وظهرت أحزاب على حقيقتها وأخرج قياديوها أنيابهم في وجه وطنهم وأبناء وطنهم ولا أعرف من أين تأتي هذه الأحزاب هل من وطننا أو من وطن آخر لست أدري ،ففي هذه اللحظة بالذات تدمع عيناي كل دموع الحزن على هذا الوطن الجميل هذا الوطن الحبيب الذي ضحى أجدادنا من أجله وقتلوا من أجله واغتصبت نسائهم من أجل هذا الوطن ودافعوا عنه بشرف وكان المستعمر يقتل أجدادنا كما يقتل فرخا هذا الاحتقار لا زال في ذاكرتي لا زالت هاته الحروق في عروقي تنبعث منها رائحة الشهداء والمناضلين والمجاهدين حتى النساء اللائي اغتصبن في ذلك الوقت أمام أعين رجالهن ،لا زالت كل هاته الأشياء في داخلي ،لكن ما يؤلمني كثيرا هو ما لا يفعله هؤلاء المسئولين الكبار الذين هم على رأس هاته الدولة ،ألم تتحرك فيهم رائحة الوطن أو يشعرون بوطنيتهم ووطنهم ألم ينظرون إلى الناس الذين تهلك أجسادهم ويحرقون كل يوم ويموتون بالتقسيط كل يوم في وطنهم ولا يحركون ساكنا مع العلم أن المغرب هذا الوطن الحبيب الجميل له كنز لا يفنى به قد نهيكل مجتمعا نظيفا وأخلاقيا أفضل من مجتمع جاهل لان المال ليس هو الأخلاق أو الثقافة أو التراث بل بالعكس الوطن هو المال وهو الأخلاق وهو الثقافة وهو التراث ،لكن علينا أن نعيد النظر في هذا الوطن وهذا الشعب المسكين الذي هو ضحية من ضحايا المستعمر الخارجي والداخلي ومن ضحايا المستثمرين المغاربة الذين يربحون على حسابه أموالا ويعطونه قطعة خبز يعيش بها لأكثر من ثلاثين سنة ،كل ثري في المغرب يسرق ألف مواطن ويشرد ألف مواطن مغربي ،لدينا في المغرب أكثر من أربعين ملياردير ، فكم لدينا من فقراء ؟ ولدينا أربعين مليونير ولدينا أربعين وزيرا وأربعين حزبا كأنه تذكرني بعلي بابا والأربعون حرامي ،وهذه الأحزاب تسرق لنا أموالنا بطرق سياسية بدون فائدة لدينا كل هذا ولم نفلح في التقدم أمام العالم ولم نتقدم خطوة إلى الإمام ،لماذا ؟ لأننا نؤمن بالفشل وندعم الفاشلين .حكوماتنا منذ البداية إلى اليوم حكومات فاشلة ، لماذا لم يجد الوطن والمواطنين المغرب حكومة وأحزابا تجعله مواطن لديه قوة عالمية بين الدول لماذا نحن دائما نبحت عن الفشل و الفاشلين لماذا الحكومة والأحزاب السياسية وكبار المسؤلين من دمنا ولحمنا يسرقون أحلامنا و حياتنا و كذلك أموالنا أي المال العام . لماذا الشعب المغربي يحتاج دائما إلى السكر والزيت والدقيق . ألا نحتاج إلى التعليم والصحة والرياضة وقانون يطبق على الجميع لماذا لا نحترم بعضنا ولا نهتم بوطننا والمواطنين الذين هم أسباب ثروتكم ،الم يحن الوقت أيها السادة إلى محاسبة المسئولين والسياسيين والأحزاب التي نهبت وخربت هذه البلاد. لماذا لا نتساءل ونبحث عن من أين لك هذا أيها الثري؟ . ألم يسأل ملكنا في خطابه عن الثروة حينما قال أين ثروة المغرب. فمن سرق هذه الثروة ؟ هذا سؤال إلى جميع المغاربة .. فمتى تشرق شمس مغربنا ؟… .