كشف تحقيق صحفي أجرته قناة إسبانية حول مصانع النسيج بطنجة أن هذه الأخيرة أضحت ملاذا للممستثمرين الأجانب في قطاع النسيج للتهرب من التكلفة الباهضة والبحث عن إنتاج يكلفهم أحيانا نصف ما يكلف في دولة أخرى كالبنغلادش أو الصين. قناة "تيليسنكو" الإسبانية كشفت أيضا في التحقيق المصور أن عددا من العمال المغاربة يتم استغلالهم بأشكال مختلفة، لعل أبرزها الأجور الزهيدة مقابل إنتاج ملابس رخيصة وبيعها بأثمان باهضة في إسبانيا ودول أخرى، والعمل ليل نهار لإنتاج طلبات يتفق عليها أرباب العمل ومستثمرون إسبان. ونقل التحقيق الصحفي الذي صور بالكاميرا الخفية مشاهد صادمة تظهر عمالا مغاربة “لا يرفعون رؤوسهم وينتجون عشرات القطع يوميا لضمان أجورهم (نظام العمل بالقطعة) ويتم مراقبتهم من طرف رجال أمن على مدار الساعة” ،بالإضافة إلى عمل بعضهم في مرائب تنعدم فيها الشروط الصحية. فاطمة، مغربية عملت في مصانع النسيج لمدة تزيد عن العشرين سنة أكدت في تصريحاتها للقناة أن “كل سنة تعد الأسوء مقارنة مع السنة التي قبلها” مؤكدة أن عمال مصانع النسيج لا يتوفرون على أي حقوق. وأضافت المتحدثة ذاتها أن أصحاب المصانع “يتحالفون” مع مفتشي الشغل لإخفاء ما اعتبرته “أبشع” من الإستغلال، والذي يطال أزيد من 80 ألف عامل في 500 مصنع بطنجة، لا تتعدى أجورهم 500 درهم في الأسبوع. وتطرق التحقيق الصحفي الذي تظاهر معدوه أنهم مستثمرون أجانب يطمحون للاستثمار في مدينة طنجة، للأسعار التي يتلاعب بها أصحاب المصانع، حيث كشفت بعض المعلومات التي حصلوا عليها أن بعض الملابس تباع في إسبانيا بثلاثة عشر أضعاف سعرها في المغرب.