قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن " المغرب البلد الذي يلعب دورا مهما ورئيسيا في قضية الهجرة هو أيضا شريك تجمعنا معه علاقات اقتصادية واتصالات جد وثيقة". جاء ذلك في ندوة صحفية مشتركة في ختام غداء عمل بين أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الاسبانية بيردو سانشيز، أمس السبت، ب"سانلوكار دي باراميدا"، بإقليم "قاديس". وأكدت ميركل، بحسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء في قصاصة لها، أن على الاتحاد الأوربي أن يعمل على تكثيف تعاونه مع المغرب في مجال الهجرة مع دعم وتقوية أسس ومرتكزات التعاون الموجه نحو المملكة المغربية وتونس " وهما البلدان الحدوديان اللذان يحتاجان إلى المساعدة ". وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن "ألمانيا التي عملت لسنوات مع المملكة المغربية حول قضايا مرتبطة بالتنمية (…) تريد المساهمة في دعم المغرب لمواجهة تحدي الهجرة " مضيفة أن ألمانيا وإسبانيا تتقاسمان مقاربة مشتركة في هذا المجال. وشددت على أن قضية الهجرة تعد " تحديا علينا أن نواجهه معا لأنه لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه محصن ضد هذا التحدي. إنها قضية تطرح لنا مشكلة كبيرة كإتحاد أوربي". وقالت إن أوربا "لا يجب أن تتحدث فقط عن إفريقيا بل أيضا مع إفريقيا من أجل الحد من ظاهرة الهجرة والوصول إلى موقف مشترك خلال قمة رؤساء الدول والحكومات المقررة في سالزبورغ في شهر شتنبر المقبل". من جهته، قال بيدرو سانشيز "إن المغرب يعاني من ضغوط تدفقات الهجرة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء ونتيجة لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز تعاوننا ليس فقط مع البلدان التي ينطلق منها المهاجرون ولكن أيضا مع دول العبور مثل المملكة المغربية ". وذكر رئيس الحكومة الإسبانية بأن النتائج التي توصل إليها المجلس الأوربي خلال القمة التي عقدها شهر يونيو الماضي " تعكس التزام جميع مؤسسات الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء في الاتحاد بضرورة تعزيز وتكثيف التعاون مع المغرب مع إعطاء المملكة الدور الرئيسي الذي تستحقه في معالجة وتدبير تدفقات الهجرة " . وأضاف بيدرو سانشيز " لقد تقاسمنا أنا والمستشارة الألمانية خلال هذا الاجتماع القناعة ذاتها بأن المغرب هو أحد الشركاء الرئيسيين للاتحاد الأوربي وإسبانيا " مشيرا إلى أن المفاوضات جارية حاليا مع المفوضية الأوربية من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لمساعدة المغرب في تدبير عملية تدفقات الهجرة . وأشار إلى أن إسبانيا وألمانيا تدافعان عن سياسة أوربية حول الهجرة " عمودية وأفقية وشاملة " ترتكز بشكل أساسي على دعم وتعزيز تعاون الاتحاد الأوربي مع الدول الأفريقية خاصة بلدان شمال إفريقيا ليس فقط في مجال الهجرة ولكن بشكل خاص في مجال التنمية .