حثثت المملكة المغربية، الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، على إيلاء عناية خاصة للبلدان التي تعاني من خصاص ونقص في مجال الكهربة القروية . وأكد عبد الرحيم الحافظي، الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في مداخلة له أمس السبت، خلال اجتماعات الدورة السابعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) التي تحتضنها أبوظبي على مدى يومين، على أهمية دعم الوكالة للدول التي تعاني من خصاص ونقص في مجال الكهربة القروية، والتي تواجه صعوبات بخصوص ارتفاع كلفة الولوج إلى الطاقة. وحث الحافظي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة على مواصلة جهودها في مجال تطوير الطاقات المتجددة ونقل التكنولوجيا، وتعزيز القدرات والكفاءات، وإنجاز مشاريع تستجيب لتطلعات هذه البلدان وساكنتها ، والمساهمة في نجاح مسلسل الانتقال الطاقي. وجدد الكاتب العام للوزارة بهذه المناسبة، التأكيد على دعم المملكة المغربية لأنشطة وبرامج الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والرامية إلى تعزيز دورها في تحقيق التنمية المستدامة، معربا عن سعادة المغرب بالمشاركة في ترؤس أشغال الدورة السابعة للجمعية العمومية للوكالة. وأبرز أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في ظل سياق دولي يتسم بدخول اتفاق باريس بشأن المناخ حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن الجمعية العمومية تأتي غداة احتضان المغرب لمؤتمر (كوب 22) والذي فتح الباب أمام اعتماد المسارات التقنية والتمويلية الكفيلة بتطبيق اتفاق باريس على أرض الواقع. وأشاد في هذا السياق بالنجاح الذي توج أشغال المؤتمر والذي جاء بمثابة تعزيز وترسيخ للثقة والمصداقية التي تتمتع بها المملكة، والتي تعززت بعد إعلان الملك محمد السادس بمناسبة مؤتمر (كوب 21) بباريس أنه بعد أن كان الهدف هو بلوغ نسبة 42 بالمائة من الطاقات المتجددة لسد الحاجيات الوطنية في أفق سنة 2020، فقد تم رفع هذا السقف مؤخرا إلى 52 بالمائة بحلول سنة 2030. وأكد السيد الحافظي على أن الدورة السابعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة تعد مناسبة لاتخاذ خطوات ملموسة بهدف تسريع وتيرة الانتقال الطاقي في العالم من خلال البحث عن الإمكانيات الخاصة بالتمويل وتبادل التجارب والخبرات بين أعضاء الوكالة وتطوير سياسات في مجال نقل تكنولوجيات الطاقة بهدف تعزيز وتقوية تجربة الصناعات المحلية والنهوض بالتعاون الدولي والاقليمي في أفق تحقيق تنمية مستدامة . وكانت أشغال الدورة السابعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) قد انطلقت أمس السبت بأبوظبي بمشاركة ممثلين عن أزيد من 150 دولة من بينها المغرب. ويشارك في الاجتماع الذي ينظم على مدى يومين، مسؤولون حكوميون وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية وشركات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، يبحثون على الخصوص دور الطاقة المتجددة في مواجهة ظاهرة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية. وتشكل أشغال الجمعية العمومية، التي تضطلع بعملية صنع القرار في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أرضية مهمة للمجتمع الدولي لتطبيق أجندة عمل قطاع الطاقة المتجددة العالمي، واتخاذ خطوات ملموسة لتسريع وتيرة التحول المنشود في هذا القطاع . وتشهد الدورة السابعة للجمعية العمومية عقد جلستي نقاش وزاريتين تتناول الأولى موضوع الابتكار في قطاع الطاقة، وتبحث الثانية سبل تحفيز انتشار الطاقة المتجددة لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يناقش المشاركون قضايا وإشكاليات سبل خفض تكاليف الحصول على طاقة متجددة ومستدامة وتخفيض انبعاثات الكربون مستقبلا، وتشجيع القطاع الخاص على اللجوء لحلول الطاقات المتجددة والابتكار. وتم الإعلان خلال الجلسة الافتتاحية للدورة عن تولي إيطاليا مهام رئاسة أعمال الجمعية العمومية السابعة واختيار المغرب وجمهورية الدومينيكان وأندونسيا والأردن نوابا للرئيس. وإلى جانب السيد الحافظي، يضم الوفد المغربي، المشارك في أشغال الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة على الخصوص، محمد ايت واعلي سفير المغرب بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتهدف (إيرينا)، التي يوجد مقرها الرئيسي بأبوظبي، إلى أن تصبح محركا أساسيا في تعزيز الانتقال السريع نحو الانتشار الواسع والاستخدام المستدام للطاقة المتجددة على نطاق عالمي. وتشكل أشغال الدورة السابعة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، جزءا من فعاليات (أسبوع أبوظبي للاستدامة)، الذي تستضيفه أبوظبي خلال الفترة من 12 إلى 21 يناير الجاري تحت شعار (خطوات عملية نحو مستقبل مستدام )، ويعد أحد الأحداث الدولية الرئيسية المعنية بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة . ويتضمن برنامج (أسبوع أبوظبي للاستدامة) عددا من التظاهرات الرئيسة، من بينها على الخصوص منتدى الطاقة العالمي بأبوظبي، والدورة العاشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، إضافة إلى الدورة التاسعة من جائزة زايد لطاقة المستقبل والدورة الخامسة من القمة العالمية للمياه . ويعد أسبوع أبوظبي للاستدامة منبرا عالميا يجمع قادة الفكر وصناع السياسة والمستثمرين لتعزيز الفرص في قطاع الطاقة المتجددة ونشر واعتماد مشاريع الطاقة النظيفة والاستدامة .