استقبل إعلاميون مصريون، موالون لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بالتجاهل والغضب والتهديد، الجولة الخليجية، التي يقوم بها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حاليا، التي استهلها بزيارة الإمارات، السبت، وأتبعها بقطر الاثنين، ليحط الرحال في البحرين، رئيسا للوفد السعودي المشارك في القمة الخليجية بالمنامة، الثلاثاء والأربعاء، على أن يزور الكويت، الخميس، لمدة ثلاثة أيام. وربط هؤلاء الإعلاميون بين تعمد الملك سلمان عدم لقاء السيسي يوم وصوله إلى الإمارات، السبت الماضي، وكون قطر، التي اتهموها بأنها أسأءت للجيش المصري بعرضها فيلم "العساكر"، قبل أيام؛ هي المحطة الثانية للعاهل السعودي في جولته. وبينما اكتفى الإعلام المصري، في غالبيته، بتغطية خبرية محدودة للغاية، تبلغ حد التجاهل، للجولة، سخر إعلاميون من أداء العاهل السعودي "رقصة العرضة" في قطر، مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في حين هدَّد بعضهم من أنه إذا كان هدف الجولة تعبئة دول الخليج ضد مصر فإن "الشاطر اللي يضحك الآخر"، في وقت دعت فيه مجلة حكومية، ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى أن يكون طموحه داخل حدوده التاريخية والجغرافية، على حد وصفها. "لغز التحركات المثيرة للملك سلمان" وتحت هذا العنوان نشرت صحيفة "الدستور"، تقريرا أشارت فيه إلى أن الملك سلمان زار الإمارات عقب مغادرة "السيسي" للإمارات بساعات، وحط الرحال في قطر بعد فيلم "العساكر" المسيء لمصر، وأن الكويت محطة الأمل الأخيرة للتسوية مع القاهرة. وبحسب الصحيفة: "يتحرك الملك السعودي في المنطقة، وسط أجواء من التوتر، مثيرا للتساؤلات والجدل حول تلك التحركات المفاجئة، لا سيما أنها جاءت في توقيت غامض، يشوب التوتر فيه علاقة بلاده بمصر، بل إنه عمد إلى زيارة دولة بعينها تجمعها المشاحنات والخلافات الكبرى مع القاهرة"، مشيرة إلى أن زيارة الملك "سلمان" إلى قطر جاءت وسط غضب مصري متفاقم من الأخيرة. "الشاطر اللي يضحك الآخر" واختار الكات الصحفي، الموالي للسيسي محمد أمين، العبارة السابقة، التي تُضرب "مَثَلا" بمصر، عنوانا لمقاله بجريدة "الوفد"، الذي بدأه بالإشارة إلى أنه: "لا بد أن الدهشة قد عقدت لسان الجميع، حين رأينا الرئيس السيسي يغادر أرض الإمارات، بينما تصل طائرة الملك سلمان بعدها بقليل". وساخرا أضاف: "في الظروف الطبيعة يمدُّ الرئيس السيسي زيارته ليوم أو لساعات، لكن يبدو أن الأمر كان صعبا للغاية". ورأى أمين أن هناك "رسائل مقصودة" من قرار الملك سلمان أن يتأخر حتى يغادر "الرئيس"، (يقصد السيسي)، مردفا: "طائرة الملك سلمان قد قالت كل شيء، قبل هبوطها إلى أرض الإمارات، ولم نعد نحتاج إلى تفسيرات لأى تكهنات حول الأزمة". وأضاف: "كل شيء كان مقصودا.. والسؤال: كل ده كان ليه؟". وتابع تساؤلاته: "ماذا يمنع من لقاء الملك سلمان للرئيس؟ وماذا هناك يجعل الرئيس لا يمدد زيارته ساعات للقاء الملك؟ وما الرسالة التي يبعث بها الملك حين توجه إلى قطر؟ وهل ذلك يحل الأزمة، أم يعقدها؟ وما أسباب الأزمة؟ وهل موقف مصر من سوريا؟ وهل هي تصريحات الرئيس، أم تصريحات الوزير سامح شكري؟". ورأى أمين أن "اللعب الآن أصبح على المكشوف.. فقد انتقل من الغرف المغلقة إلى الإعلام.. وانتقل من حيز وزراء الخارجية إلى قيادات البلدين.. الرئيس والملك". واختتم مقاله مهددا: "إذا أراد الملك سلمان أن يقول إنه يعبىء دول الخليج ضد مصر، فأقول له بكل أدب وحب واحترام: مصر لن تجوع، ولن تتردد في مواقفها، مهما كان.. ثانيا: على جلالة الملك أن يعرف أن ما فعله، ليس في مواجهة الرئيس فقط، ولكنها سقطة في حق شعب مصر.. على كل، الشاطر اللى يضحك الآخر"، بحسب تعبيره. "المصور": ماذا يريد محمد بن سلمان من مصر؟ أما مجلة "المصور" الحكومية فقد نشرت ملفا بعنوان "وقفة مع الِأشقاء.. ماذا يريد محمد بن سلمان من مصر؟"، أكدت في مقدمته أن طموحات ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان مشروعة، ولكن ينبغي ألا تكون على حساب الكرامة والاستقلال في القرار المصري"، على حد قولها. وتساءلت "المصور": "ما حقيقة ما تم تسريبه مؤخرا من شتائم وتجاوزات صدرت عنه (بن سلمان) في حق مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي في أحد مجالس ذلك الأمير المغلقة، أو هكذا تردد؟". واستطردت: "طموح بن سلمان مشروع، ولكن يجب أن يكون داخل حدوده التاريخية والجغرافية"، متابعة بأسلوب التهديد: "لا داعي للمزيد من الايضاح". وأردفت المجلة: "يجب أن يفهم الجميع أن طموح محمد بن سلمان لا يصح ولا يجوز ولا يليق أن يكون على حساب مصر أو كرامتها أو حرية قرارها.. مصر لن تركع إلا لله.. كما قال رئيسها". مهاجمة "العرضة".. واعتراف بالأزمة وبدا أن رقصة "العرضة" التي أداها الملك سلمان بقطر، قد أغاظت إعلاميي السيسي. فاعتبر رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الجمهورية"، الملقب ب"كاتب مبارك"، محمد علي إبراهيم، في تدوينة بموقع "فيسبوك" أن الرقصة تؤكد أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان. بينما قال موقع "بلدنا اليوم": "بالفيديو.. الملك سلمان يندمج على واحدة ونص مع ابن موزة". وقالت صحيفة "النبأ": "بعد رفضه لقاء "السيسي".. الملك سلمان يصل قطر"، وتحت عنوان: "خبراء يفصحون عن الأسباب الحقيقية وراء الجولة التاريخية للملك سلمان بن عبد العزيز تجاه دول الخليج"، وقالت صحيفة "الفجر" إن الجولة تأتي في وقت يشوبه بعض المشكلات العربية، خاصة بين السعودية ومصر، بينما أكدت "المصري اليوم" أن شروط القاهرة والرياض تؤجل إنهاء الخلافات، وأن الأوضاع بين البلدين "ليست على ما يرام"، بحسب وصفها. المصدر: عربي 21