تم اليوم الخميس إسدال الستار عن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بالكشف عن أسماء الأفلام المتوجة بجوائز المهرجان، حيث آلت الجائزة الكبرى للمهرجان للفيلم الوثائقي "معجزات قسم"، والتي تعادل قيمتها 50 ألف درهم. والفيلم المُتوج هو من إخراج لبنى اليونسي، ويحكي قصة الجنود المغاربة المحتجزين بتندوف كأسرى حرب، والذين قضوا أزيد من 20 سنة وسط الصحراء في ظروف قاسية وأسر يصعب تحمله، فيما أوضحت مخرجة الفيلم في تصريح لجريدة "العمق"، أن العمل عليه ابتدأ منذ 2004. وأكدت اليونسي أن فيلم "معجزات قسم"، يحمل في طياته رسالة وطنية إنسانية استعانت بجمالية الصورة والكتابة بحضور زوجة أحد المحتجزين التي كانت ترسم لوحات تشكيلية تبوح من خلالها بآلامها وآمالها، معتبرة أن التتويج سيمنحها طاقة إيجابية للعمل على تطوير الفيلم الوثائقي بشكل أكبر، والدفع بهذا الصنف السينمائي الحي إلى الأمام. إلى ذلك، تم منح جائزة أفضل مخرج لحسن بوفوس عن فيلمه "أبناء السحاب" (30 ألف درهم)، في حين تم منح جائزة أفضل موسيقى لفيلم "وحدة الروح" لمخرجه سعيد آزر (20 ألف درهم)، فيما فاز فيلم "رفيق البقاء" لأحمد بوشلكة بجائزة أفضل مونتاج (20 ألف درهم)، بينما ارتأت اللجنة حجب جائزة لجنة التحكيم، البالغة قيمتها 40 ألف درهم. وفي هذا السياق، أوضح رئيس لجنة التحكيم علي الصافي، أن سبب حجز جائزة لجنة التحكيم يعود لخيبة الأمل التي أصابت اللجنة بالنظر للمستوى الضعيف لمعظم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، معتبرا أن ذلك الضعف يعود بالأساس إلى غياب بحث مسبق عن الموضوع الذي يتناوله الفيلم. ونوه الصافي في مقابل ذلك، في تصريح لجريدة "العمق"، بمستوى بعض الأفلام القصيرة التي تم عرضها في المهرجان، وهي الأفلام التي تم إنتاجها ضمن "مختبر الصحراء"، المدعم من طرف وزارة الاتصال، معتبرا أنه كان ينبغي إحداث جائزة خاصة بهذا الصنف، خاصة وأن مخرجي تلك الأفلام هم من الشباب من أجل تشجيعهم على الاستمرار في الإبداع في هذا المجال. يُشار أن تيمة الأفلام العشرة التي شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان، تناولت تيمة الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، استفاد أغلبها من دعم إنتاج الأعمال السينمائية، كما تم خلال هذه الدورة، عرض 13 فيلما وثائقيا قصيرا أنجزت ضمن مشروع "أفلام مختبر الصحراء" في إطار ورشات تكوينية لفائدة مخرجين شباب من أبناء الأقاليم الصحراوية. كما تخلل برنامج هذه الدورة أنشطة أخرى، من بينها ندوتان؛ الأولى تناولت "سبل الرقي بالثقافة الحسانية ونقلها إلى الشاشة الكبرى"، فيما ركزت الثانية على "الثقافة الحسانية بين الشفاهي والصورة"، كما تخلل المهرجان أيضا ورشات تكوينية حول "صناعة الفيلم الوثائقي"، فيما شارك بهذه التظاهرة عدد من السينمائيين والممثلين والمهنيين والصحفيين والنقاد، وكذا الفعاليات الثقافية المهتمة بالفن السابع بالأقاليم الجنوبية.