لم تبتسم قرعة نهائيات كأس العالم التي جرت في قصر "الكريملين" لثنائي شمال أفريقيا تونس والمغرب، بوقوع الأول في مجموعة نارية ضمت كلٍ من بلجيكا وإنكلترا وبنما، أما أسود أطلس اصطدموا بآخر بطلين لقارة أوروبا إسبانيا والبرتغال بالإضافة للمنتخب الإيراني العنيد. تونس – ستشهد الأراضي الروسية المجموعة الرسمية الثانية بين منتخبي تونس وإنكلترا، بعد المواجهة الأولى التي جمعتهما في فرنسا في مونديال 1998، التي حسمها مهد كرة القدم بثنائية آلان شيرار وبول سكولز، وكذلك سيكون نسور قرطاج على موعد ثاني مع المنتخب البلجيكي في كأس العالم، بعد مواجهة مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 التي انتهت آنذاك بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. ورغم أن المدرب التونسي نبيل معلول يعرف جيدًا أن منتخبه يُعاني من نقص في الخبرة والاحتكاك بالكرة الأوروبية، بفريق قوامه الرئيسي من لاعبين محليين في الدوري التونسي، إلا أنه أصر على أن الشيء المهم هو الاستعداد الجيد قبل البطولة، بمواجهة مدارس تلعب بنفس أسلوب بلجيكا وإنكلترا، بالإضافة إلى التفاهم والانسجام بين اللاعبين، وهي من الأمور التي يعول عليها معلول لتفجير واحدة من كبرى المفاجآت، وتحقيق نتائج أفضل من مشاركات بلاده الأربع السابقة في البطولة الأهم على مستوى العالم. المغرب – لا شك أبدًا أن القرعة أوقعت أسود أطلس في مجموعة الموت، لكن لو عُدنا بالذاكرة حوالي 21 عامًا سنتذكر المباراة التاريخية التي استطاع خلالها المنتخب المغربي من تحقيق الفوز على البرتغال في نهائيات كأس العالم 1986، لكن المفارقة في هذه المجموعة التي ضمت ثلاثة دول قريبة جدًا من بعضها البعض جغرافيًا باستثناء إيران. ولأن المنتخب المغربي ليس لقمة صائغة، حذرت صحيفة "الآس′′ من خطورة رجال هيرفي رينار، وقالت إن المنتخب المغربي استعاد بريقه، بعد عروضه القوية سواء في بطولة أمم أفريقيا 2017 أو في ختام رحلة التصفيات بضرب مالي بسداسية ثم ساحل العاج في عقر دارها، فيما ألقت صحيفة "الماركا" الضوء على تاريخ لقاءات المغرب وإسبانيا، وأشارت إلى أن اللقاء الوحيد بينهما كان في ملحق تصفيات كأس العالم 1963، ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي لقاء بينهما ولا حتى ودي. مصر والسعودية – سيُسجل المنتخب المصري حضوره الثالث في نهائيات كأس العالم وللمرة الأولى منذ 28 عامًا، ومنطقيًا. يُمكن القول بأن القرعة أوقته في قرعة في المتناول، وعليه فقط الخروج من عنق الزجاجة في مباراته الأولى ضد منتخب أوروغواي، الذي فقد كثيرًا من هيبته بعد تقدم جيل سواريز وكافاني في السن، وإن فاز أو تعادل أصدقاء صلاح، ستكون لديهم فرصة عظيمة لكتابة التاريخ بالوصول لدور ال 16، لمواجهة متصدر أو وصيف مجموعة الموت. الطريف بالنسبة للمنتخب السعودي، أنه للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاته الأربع سيواجه منتخبًا عربيًا، بعد فوزه على المغرب في 1994 وتعادله مع تونس 2006، وهذه المرة سيكون على موعد مع المنتخب المصري، الذي سيحاول الثأر من هزيمته المُذلة أمام الأخضر، التي وصل قوامها لخماسية مقابل هدف في كأس القارات 1999.