أشرف الملك محمد السادس، على تسليم 8 جوائز في مجالات مرتبطة بالقرآن والفكر الإسلامي والخط والزخرفة، وذلك أثناء ترأسه رفقة ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، حفلا دينيا إحياء لليلة المولد النبوي الشريف، مساء اليوم الخميس، بمسجد بدر بالرباط. وسلم الملك جائزة محمد السادس التنويهية التكريمية للفكر والدراسات الإسلامية، لإبراهيم صالح الحسيني من الجمهورية الفدرالية لنيجيريا، حيث تمنح هذه الجائزة كل سنة مكافأة للشخصيات العلمية المرموقة، الوطنية والدولية، بغية تشجيعها على إنجاز أبحاث عالية المستوى في مجال الدراسات الإسلامية، وذلك تماشيا مع تعليمات الشريعة السمحة التي تحث على طلب العلم وحسن توظيفه. وسلم الملك جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل والتجويد والتفسير، لمحمد الأطرش من مدينة فاس، وسلم جائزة محمد السادس الدولية في تجويد القرآن الكريم مع حفظ خمسة أحزاب، لإبراهيم رمضان شعبان من جمهورية تنزانيا. كما سلم الملك جائزة محمد السادس التكريمية في فن الخط المغربي لمحمد سليم من خنيفرة، كما سلم جائزة محمد السادس التكريمية في فن الزخرفة المغربية على الورق إلى لطيفة الوزاني من مكناس. بعد ذلك، سلم الملك جائزة محمد السادس للتفوق في فن الزخرفة المغربية على الورق لسعيد أحدو من مدينة تارودانت، وجائزة محمد السادس التكريمية لفن الحروفية لعبد الله الحريري من مدينة الدارالبيضاء، وجائزة محمد السادس للتفوق لفن الحروفية لمحمد المنتصير من مدينة الصويرة. الحفل الديني الذي تميز بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وإنشاد أمداح نبوية شريفة، ألقى خلاله وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ملخصا عن التقرير السنوي لحصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، قبل أن يقدم للملك التقرير السنوي لهذه الحصيلة، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية. واستعرض الوزير، في كلمته، الإنجازات التي تم بلوغها خلال السنة الجارية، لاسيما في مجال "صيانة الدين من الاستغلال والفتن والأهواء"، وكذا المبادرات المتخذة من أجل نشر القرآن الكريم، وتعزيز دور التأطير من طرف العلماء، والنهوض بالمهام التي تضطلع بها بيوت الله والقيمون الدينيون والتعليم العتيق. إثر ذلك، تقدم للسلام على الملك أعضاء لجنة جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية، وهم محمد الكتاني، ومحمد بنشريفة، ومحمد يسف، ومحمد المختار ولد اباه، ومصطفى بن حمزة، وإدريس خليفة، والشاهد البوشيخي، وأحمد شوقي بنبين، وأحمد شحلان، وعبد الحميد العلمي، ونعيمة جمال بنيس، وأحمد قسطاس (مقرر اللجنة). كما تقدم للسلام على الملك كل من أحمد أبو بكر رفاعي المستشار الخاص لرئيس جمهورية نيجيريا، وأدامو أدامو وزير التربية والتعليم النيجيري، وكاشيم شتيما محافظ ولاية بورنو بنيجيريا. وحضر هذا الحفل الديني رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو الملك، والهيئة الوزارية، ورؤساء المجالس الدستورية، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وأعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالرباط، والعديد من العلماء وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية. ويأتي إحياء الملك محمد السادس، لهذه الليلة المباركة اقتداء بسنة أسلافه المنعمين الذين دأبوا على الاحتفاء بذكرى مولد جدهم المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام، الذي شكل ميلاده مولد أمة كانت وستظل خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. فهو الرسول الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أشرقت بمولده الدنيا وامتلأت نورا وهداية، بفضل ما تضمنته الرسالة المحمدية من ترسيخ لقيم العدل والمساواة والاعتدال والدعوة إلى العمل الصالح والتسامح بين البشر والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، حتى يعم الرخاء والسلم بين الناس أجمعين.