بشكل مفاجئ، فضل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري البقاء في فرنسا منذ تفجر فضيحة التصريح الذي أدلى به إسحاق شارية محامي قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، والذي نقله عنه أن زعيم البام حاول تحريضه على تأجيج الأوضاع بالريف في إطار مخطط تآمري ضد عاهل البلاد. وبالرغم من الالتزامات التي تنتظر العماري في المغرب، إلا أن الأخير فضل البقاء في فرنسا، حيث تم إلغاء اللقاءات التي كان يعتزم المشاركة فيها، والتي كان آخر محاضرة بالمكتبة الوطنية في الرباط، حيث اضطر المنظمون إلى إلغاء المحاضرة في آخر لحظة بعد أن حضرت وسائل الإعلام والضيوف، في حين فوجئ المنظمون بغياب الأمين العام للبام، ما دفعم للاعتذار. وفي السياق ذاته، أكد العماري في اتصال لجريدة "العمق" معه أول أمس الخميس، لاستفساره عن رأيه بشأن واقعة الاتهام الذي نقله شارية عن موكله، أنه في فرنسا وأنه سيعود أمس الجمعة للتراب الوطني من أجل إعطاء تصريح في الموضوع، غير أن العماري فضل بعد ذلك عدم الإجابة، بل قطع الاتصال عن مكالمات الجريدة. إلى ذلك، أوردت مصادر مطلعة أن العماري لم يكتف بالبقاء في فرنسا لمفرده بل استدعى أسرته أيضا لتلتحق به، وهو ما يفسر بحسب المصادر ذاتها، أن العماري ربما يخاف من العودة إلى المغرب في الوقت الراهن تحسبا لأي تطورات مرتبطة بملف التآمر على الملك، خصوصا وأن العماري، تقول مصادر الجريدة، يواجه غضبا شديدا من طرف جهات نافذة بسبب تدبيره لأزمة الريف منذ بدايتها، وهي الجهات التي دفعته إلى الاستقالة من أمانة الحزب. يشار أنه في تطور خطير لما تعرفه محاكمة ناصر الزفزافي ورفاقه، فجر المحامي إسحاق شارية يوم الثلاثاء المنصرم، قنبلة من العيار الثقيل داخل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قائلا إن ناصر الزفزافي أخبره بأن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، طلب منه التآمر على الملك، لكنه رفض. وأوضح شارية، موجها كلامه للقاضي، أن الزفزافي أخبره في جلسة تواصل معه بأن العماري طلب منه المشاركة في مخطط يقضي بتأجيج الأوضاع في الريف والتآمر على الملك، مشيرا إلى أن الزفزافي يعتبر أن رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة مسؤول عن تأزيم الأوضاع وتأجيجها في الريف. وأمام الاتهامات الخطيرة التي ساقها شارية ضد العماري على لسان الزفزافي، قال القاضي للمحامي إن ما يقوله "خطير جدا"، غير أن شارية أصر على كلامه مطالبا القاضي بالسماح للزفزافي بالحديث ليؤكد هذا الكلام بنفسه، ملتمسا أيضا الاستماع إلى إلياس العماري في الموضوع.