أمام الصمت المطبق الذي انتهجته بسيمة الحقاوي وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية، أمام واقعة " اغتصاب فتاة الحافلة"، لم يجد رئيس تحرير بقناة ميدي1 تيفي، بُدًّا من توجيه سِهام انتقاداته للمسؤولة الوزارية، مخاطبا إياها بالقول " لا يعقل أن تكون لدينا وزيرة للمرأة ستدفع بتحرر المرأة، وهي غير قادرة حتى على التحرر من حجابها" وفق تدوينة له. تدوينة عمر الدهبي على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، جرَّت عليه سيلا من التعليقات الرافضة والتدوينات المستهجنة لما كتبه، منتقدة ربط التحرر بالحجاب، فيما انبرى عدد من نشطاء "فيسبوك" إلى التأكيد على حق الوزيرة في ارتداء ما تريده، مُقرِّين في ذات الآن بمسؤوليتها الكاملة أمام واقعة "حافلة البيضاء"، ومستغربين من غياب أي تصريح أو تدخل لها باعتبارها المسؤولة الأولى عن القطاع. من جهته، كتب عبد اللطيف سودو، نائب عمدة مدينة سلا، على صفحته الفيسبوكية، " الذهبي يهاجم حجاب الوزيرة بسيمة الحقاوي، ما يعني توفره على الضوء الأخضر !! .. هو يهدد كل الصحفيات .. و إذا لم تتخذ ضده الإجراءات اللازمة فبناتنا في خطر، هذا اغتصاب لحرية اللباس وحرية الاعتقاد، نطالب بتدخل أمير المؤمنين". من جانبه تساءل المحلل السياسي عمر الشرقاوي، " لا أعلم من يحمي مدير القناة الذي خرج قبل قليل على واجبات التحفظ الذي يفرضه عليه منصبه ليشن حربا صريحة على غطاء رأس وزيرة في الحكومة وكأننا في بورما، ويتهمها بأنها غير قادرة على التخلص من حجابها فبالأحرى إبداء الرأي في قضية اغتصاب فتاة الأطوبيس". وتساءل الشرقاوي، عن الأسباب التي دفعت الدهبي إلى عدم تخصيص حيز زمني خلال نشرات الأخبار بقناة ميدي 1 يتطرق خلالها للواقعة التي هزت الرأي العام الوطني" وفق تعبيره. من جهتها، قالت لطيفة البوحسيني، ضمن تدوينة لها، إن " الحداثي هو من يُميز بين الخاص والعام ولا يخلط بينهما"، موجهة كلامها للدهبي قائلة، " الحداثي هو المؤمن إيمانا راسخا بحرية الآخر ويسعى جاهدا لحمايتها، وهو من يعي جيدا أن الحرية الفردية شيء مقدس، يدافع عنه حتى وإن تعلق الأمر بالعدو والخصم قبل الصديق، وينخرط في البحث الدائم عما يسهم في تقدم الإنسانية من منطلق الاعتقاد في قداسة الحرية كاملة غير منقوصة". وتابعت الأستاذة الجامعية والناشطة اليسارية، " وفق هذا المنطلق يمكن القول أن مدير ميدي 1 تيفي لا هو حداثي ولا هم يحزنون،هو فقط فضولي"، مستطردة " لا تمنحوه أكثر مما يستحق، ولا ترتبوا حكما على الحداثة حيث تنتفي شروطها، ولا تتذرعوا في رفضها اعتمادا على من اختلط عليه الحابل بالنابل". من جانبه، قال ادريس الكنبوري، وفق تدوينة له، " ما كتبه مدير التحرير بقناة Medi1tv حول حجاب وزيرة الأسرة والتضامن التي تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية أمر في غاية الاستهجان، فقد قال:"لا يعقل أن تكون لدينا وزيرة للمرأة ستدفع بتحرر المرأة، وهي غير قادرة حتى على التحرر من حجابها". وتابع الأكاديمي المتخصص في الجماعات الإسلامية، كلامه قائلا " هذا ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس بالحرف وهو يسخر من الحجاب، فقد قال مرة في خطاب عمومي ما معناه "نحن نريد تحرر النساء وهم يريدون تغطيتها"، موضحا أن " التحرر ليس بالحجاب ولا بغيره، وإنما التحرر تحرر العقل". وكتب الكنبوري، " هناك دعاة إلى التحرر غارقون في التخلف إلى القاع، وهناك دعاة إلى ارتداء الحجاب في قمة التحرر، وهناك العكس أيضا في الاتجاهين، فالزي لا يصنع العبودية والتبرج لا ينتج الحرية ضرورة، ثمن الخرقة بضعة دراهم، ولكن ثمن الوعي مكلف". ساعات قليلة فقط عقب تدوينة الدهبي، ردت الوزيرة بسيمة الحقاوي أخيرا على صفحتها الرسمية ب "فيسبوك"، معلقة على الحادث بالقول " إن هاته الجريمة تسائلنا جميعا كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولين ومنتخبين وفعاليات مدنية وإعلاميين ومؤثرين في المجتمع، وتدعونا لتقديم الأجوبة العملية بكل مسؤولية وموضوعية عن سؤال كبير هو: كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور، وكيف له أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا"؟. وأعربت الوزيرة التي لاقت استهجانا بسبب غياب أي تصريح أو تدخل لها عقب هذه الحادثة، عن أسفها وانشغالها بهذه الجريمة الشنعاء الغريبة عن المجتمع، مشيدة بسلطات الأمن التي توصلت لمرتكبي الجريمة في وقت قياسي" تقول الحقاوي.