خلف شريط الفيديو الصادم، الذي يصور تعرض فتاة قاصر، لعملية تحرش جنسي شنيعة ومحاولة اغتصابها من طرف أربعة ذكور مراهقين، استنكارا واسعا من طرف نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي. وانبرى عدد من رواد "فيسبوك" إلى التنديد باغتصاب قاصرين للفتاة اليافعة، مبدين استغرابهم الشديد من التصرف السلبي لركاب حافلة النقل العمومي، في وقت لم يبد فيه سائق الحافلة أي ردة فعل، فيما فضل أحد الركاب تصوير ما يقع أمامه عوض التدخل وإنقاذ الفتاة من بين يدي القاصرين. الناشطة الجمعوية شيرين حبنوني وتعليقا على شريط الفيديو الصادم، قالت " لا أظنني أستطيع أن أواصل الحياة بكامل قواي العقلية، اغتصاب فتاة قاصر أمام الملأ داخل حافلة بالدار البيضاء"، موجهة كلامها لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالقول " رئيس الحكومة إذا لم تنجح في مهمتك، عد لاختصاصك في الطب النفسي وعالج هؤلاء المرضى النفسيين وأرسلهم بعدها لإعادة التربية". أما سمير الحروف، عضو حزب الاشتراكي الموحد، فتساءل ضمن تدوينة على صفحته الفيسبوكية، " هل تظن أنك غير معرض للمساءلة القانونية والسجن بسبب عدم التحرك لإنقاذ فتاة تتعرض للاغتصاب أمام ناظريك، بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في خطر؟"، متابعا " أما سائق الحافلة وفي عدم الزج به في السجن، فمن الواجب قراءة الفاتحة على البلاد وعلى قوانينها ومؤسساتها". وكتب الدكتور خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الأول بوجدة، تعليقا على الواقعة المؤسفة، " كثيرون مصدومون وكأنهم "استفاقوا" ووجدوا مجتمعا بقيم مختلفة!"، متابعا " هذا نحن، وهذا ما صنعنا جميعا، فلا داعي للتباكي" وفق تعبيره. الصحفي أيوب مفتاح الخير، علق على حادثة الفيديو موجها كلامه للمغربيات قائلا، " شيء وحيد على يقين منه، هو أن كل فتاة شاهدت أو ستشاهد الفيديو ستتذكر مشهدا من مشاهد تعرضها للتحرش اليومي، وسيكبر كرهها للمجتمع"، فيما قالت الصحفية وفاء كنسوس " مؤسسة الأسرة أنهكت بالماديات والأنا لتفرخ لنا أسباه إنسان". نائب عمدة مدينة سلا، عبد اللطيف سودو، كتب من جهته" نحن قوم لم نحمي فتاة تتعرض لاغتصاب جماعي بيننا وفي حافلة عمومية، فكيف سنحمي الوطن؟"، مستطردا " كيف لنا أن نطمح في ازدهار اقتصادي؟ ربما يراد لنا أن يكون أقصى أمانينا الأمن فقط، وأن نحمد الله على نعمة الأمن وفقط".