هؤلاء العفاريت والتماسيح الذين صدع لنا بهم بنكيران رأسنا وأطنب وتفنن في وصفهم وخوفنا منهم حتى كدنا نظن أنهم يشاهدوننا من داخل التلفاز ،.. نعم هؤلاء "الدولة " داخل دولة المغرب التي يطلق عليها "التحكم" ومن جبن بنكيران لا يستطيع تسميتها باسمها القديم "المخزن" هؤلاء " حكومة الظل " كيف لهم وهم المدججين بالعباقرة وعلماء الاجتماع والسياسيين المحنكين والتخطيطات والاستطلاعات للرأي العام وتتبع رواد الشبكة العنكبوتية والواتساب ..إلخ كيف لهم أن يرتكبوا خطأ استراتيجيا قاتلا مثل هذه المسيرة الصبيانية ؟؟ وكيف لسياسيين وصحفيين متتبعين أن يبتلعوا الطعم ويظنوا بأن المخزن أراد أن يضر حزب المصباح فنفعه وأكسبه قليلا من تعاطف الشعب ؟؟ لو نظرنا إلى زمن المسيرة – قبل الانتخابات بعشرين يوما - ، وافترضنا أن كل من خرجوا كان هدفهم هو الإطاحة ببنكيران لكانت خرجة غبية بعيدة عن العقل والمنطق ، بل وحتى ( الصواب والأدب وبالمصرية قليلي الزوء ) شخص حكم خمس سنوات وبقيت له عشرين يوما لينصرف بدون رجعة يخرجون ويطلبون منه الرحيل .. تقديم الاستقالة مثلا ؟؟؟ هذا غير وارد في الدول العربية حتى لو تورط المسؤول في فضيحة اختلاسات .. فما بالكم بمن يظن نفسه أنزه رجل في الوطن ؟؟ حتى لو افترضنا جدلا أن بنكيران فاز بولاية ثانية ، لم يكن المخزن ليجند الشعب لإسقاط نظامه وإثارة الفتنة والبلبلة ، وهو الذي سبق وحذر قبل أيام من سولت له نفسه وطعن في النتائج ، لما في ذلك من المس والتنقيص من هيبة الدولة ونزاهتها ... فماذا إذا والحال أن من خرجوا لا علاقة لهم بما أريد منهم ؟؟ وافتضح أمرهم بوابل من الفيديوهات ؟؟ لا بد وأن المخزن يريد الموازنة وتبقى رائحة المصباح المنبطح لتستمر اللعبة ... بما أن الكل تحت الحذاء فليس ضروريا ولا من الذكاء سحق الإسلاميين وإعدامهم من الساحة السياسية .. بل يجب أن يبقى للإسلاميين من يمثلهم ويتكلم باسمهم داخل القبة ، ويهتف بمبادئهم لينفس عنهم وينقص من احتقانهم ،. فيشجع كل مواطن مرشحه ظالما أو مظلوما ولا يلومن إلا نفسه إذا ما خذله وقلب رداءه فهو الذي لم يحسن الاختيار . في هذه المسيرة "ديال شلاضة " التي اجتمع فيها من يحمل صور القياديين بنحماد والنجار، ومن أتى لمساندة الفتاة المحتجزة في السعودية ، ومن جاء لمحاربة الخونة ويرفع لافتة مكتوبا عليها " لا لأخونة الدولة " ، ومن جاء ليهتف ضد الإرهاب .. وغيرهم من الفينومينات ، .. لماذا وسط هذه الآراء المبعثرة عشوائيا لم تظهر كلمة " ممصوتينش " بالصدفة ؟ والمتتبع لصفحات الأنترنت يعلم أنها هاشتاج الوقت يفرضه الواقع المعيش والخمس سنوات المنصرمة والانتخابات القادمة .. نعم يفرضه تخاذل بنكيران – ثاني رجل بعد الملك – ونسيانه للظرفية التي فرضته على العفاريت والتماسيح واختياره الانبطاح ليمر الربيع العربي بردا وسلاما على " التحكم " ، فهذه مكافأتك يا بنكيران على طاعتك وتنكرك لمن صوت عليك .. هذه المسيرة مكافأتك أيها الضعيف الأمين على مواجهتك للشعب وزئيرك عليهم ، لقد صيرك التحكم قنطرة ومرر فوق ظهرك كل ما ثقل عليهم ، هذه مكافأتك يا من كرهت فيك حتى الإسلاميين بفلتات لسانك وعشوائيتك وتذللك ، فحتى مكالمة السادسة صباحا أفشيتها فماذا بقي ؟ وهذه لوحدها كفيلة لحذفك في السجن لو كنت عسكريا ... هذه مكافأتك يا من يضع قشرة الموز ويطأ عليها ويورط نفسه وحزبه .. فهل مثل هذا يستحق مسيرة لإسقاطة وهو يتبجح بضعفه في قضية القباج ؟؟ رويدكم يا محبيه يا من شبهتم المسيرة بالانقلاب على مرسي فهذا الأخير لم يحكم خمس سنين . وبما أنك يا رئيس الحكومة في تعليقك على تلك المسيرة نسبتها للمجهول لكنك حرصت على تذكيرنا بضرورة تصويتنا على أي كان المهم هو التصويت علمنا -كما كنا نعلم- أن الصندوق هو بطارية اللعبة السياسية والتصويت هو زر التشغيل . لهذا هو يدعونا للتصويت رغم علمه بوجود التحكم والعفاريت الذين يضعون العصا في العجلة . ولذلك سنقول لكم جميعا : ممصوتينش ، هذه هي مسيرتنا الإلكترونية ، وعند الله الملتقى وإليه المشتكى .