اعتبرت القيادية في حزب العدالة والتنمية، آمنة ماء العينين، أن أي حضور لوزراء وقادة حزبها في المناظرة التي دعا إليها إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، حول ملف الحسيمة، "سيكون خيانة معلنة لحزبنا ومناضلينا ولتعاقدنا مع ناخبينا الذين صوتوا علينا في ظل تقاطب واضح وفرز صريح بين مشروعين سياسيين متناقضين لم نذخر جميعا جهدا لتوضيحه أثناء حملاتنا الانتخابية"، مشيرة إلى أن الوزراء شاركوا في هذا التعاقد من موقع وكلاء اللوائح، حسب قولها. وأوضحت البرلمانية في تدوينة على حسابها بموقع فيسبوك، أن أهم ما تحقق في برنامج "ضيف الأولى" الذي استضاف إلياس العماري، أمس الثلاثاء، هو اقتناع وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان المصطفى الرميد، بعدم حضور مناظرة العماري، قائلة: "رأيت تدوينة الرميد التي يرد فيها على خرجة إلياس ويعلن فيها مقاطعته لمناظرته. الحمد لله أن التيجيني دار هاذ الخير الكبير باستضافته لإياس، وأهم ما تحقق من ذلك اقتناع الاستاذ الرميد بعدم حضور مناظرة إلياس". وأضافت عضو الأمانة العامة للبيجيدي، أنه "كان سيكون مؤلما أن نشاهد الرميد يحضر مبادرةالفرصة الاخيرة لإلياس، كان ذلك سيكون إمدادا بالأوكسجين لمشروع سياسي سلطوي أعلنت وفاته، والأستاذ الرميد كما باقي وزراء الحزب يعلمون جيدا كم كان مكلفا لحزبنا انجازه الرائع بإفشال مخطط صناعة حزب الدولة ودعمه بشتى الوسائل، ليعلن متصدرا للانتخابات وللمشهد الحزبي". وتابعت: "لنتذكر جميعا أن ثمن إعلان نهاية البام بعد مجهود أسطوري، كان هو رأس أميننا العام وإبعاده عن رئاسة الحكومة، وبقية القصة معروفة"، واصفة مناظرة إلياس العماري بأنها "ملغومة وغير مفهومة الأغراض، وهو ما اتضح لمن يحتاج إلى توضيح في خرجته المرتبكة، وكل مد لمقومات الحياة لمشروع سياسي كلف الشعب والوطن والديمقراطية الشيء الكثير". ماء العينين اعتبرت أنه "لا يمكن أن نقفز على كل تعاقداتنا والتزاماتنا مع الناخبين بدعوى الإكراهات، ذلك أن بعض خطاب (الإكراهات وواجب المرحلة) يفقد كل مصداقية"، مشددة على أن "من خلق المشكل لا يمكن أن يكون جزء من الحل،كما لا يمكن أن نساهم في تكريس المزيد من الضبابية والارتباك"، خاتمة تدوينتها بالقول: "الوضوح كان عملتنا ورأسمالنا وبه تحقق للحزب ما تحقق، وبالتخلي عنه نخسر ما نخسره". وأعلن المصطفى الرميد عدم حضوره في مناظرة العماري بعد أن تم استدعاؤه إليها، مشيرا في تدوينة له في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، أن ما قاله العماري في برنامج التيجيني جعله يقرر عدم المشاركة في المناظرة، قائلا في هذا الصدد: "إني من بعيد أقول لك السي الياس.. بعد الذي سمعت منك في برنامج ضيف الاولى سجلني غائبا عن مناظرتك ليوم الجمعة 16 يونيو. وإلى اللقاء في مناظرة أخرى تحسن التحضير لها على الأقل باحترام ضيوفك الذين استدعيتهم وأنا واحد منهم بأن تحتفظ لنفسك بما تريد أن تقوله إلى غاية انعقادها وتواجههم بشكل مباشر وتكون لهم فرصة الرد وليقف الجميع على الحقيقة. حقيقة مآل المشاريع المبرمجة وحقيقة أوجه التقصير في الانجاز وحقيقة المسؤولين عن كل تأخير . أما القصف العشوائي للجميع وبكافة الاتهامات التي تتوعد عليها من تريد أن تناظرهم بالسجن فإنه يحسنه كل ضعيف ولاحاجة بعده لأي مناظرة". وكان العماري قد أعلن في وقا سابق، اعتزام مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة تنظيم مناظرة وطنية حول الاحتجاجات التي يعرفها إقليمالحسيمة، موجها الدعوة إلى مختلف الفاعلين على الصعيد الوطني والجهوي و المحلي، من أحزاب سياسية ونقابات وممثلي الحكومة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي، والجمعيات الحقوقية والتنموية، وممثلين عن لجن دعم المطالب محليا ومن مغاربة العالم، إضافة إلى عائلات ودفاع المعتقلين و المتابعين. وأوضح بلاغ سابق لمجلس الجهة الذي يترأسه الأمين العام للبام، أن "مجلس الجهة يتطلع إلى أن تجري هذه المناظرة في احترام تام لقواعد و أخلاقيات الحوار والنقاش الديموقراطي، كما يهدف إلى الخروج بتوصيات تهم تنفيذ مطالب ساكنة الجهة، والخروج بآليات متابعة إنجاز التوصيات والبرامج التي وعدت الحكومة بإنجازها، والعمل على تأمين بيئة حقوقية سليمة من خلال المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على إثر الأحداث التي واكبت الحراك".