إن عصور ما قبل التاريخ تعني حرفيًا قبل أن نقوم بتدوين التاريخ في الكتب والسجلات، حيث بدأ الإنسان يسجل ذلك بالقرب من القرن الرابع قبل الميلاد، والتاريخ القديم مكتوب من وجهة نظر ضيقة الأفق جدًا، وبعض منها مشوه للثقافات القديمة، وأهمل العديد من أسرار الحضارات حتى أنه حذفها، وحتى الآن الحضارة الحديثة لا تستطيع تفسير بعض العجائب من صنع الإنسان، ومكتشفات أثرية لما قبل التاريخ تثير حيرة العلماء نذكرها في التقرير التالي وفقًا لموقع، listverse. 1- الأجهزة القديمة المعرفة القديمة كانت أكثر دقة، وتطورًا مما تعلمناه حتى الآن، من البطاريات حتى تزويد الوقود للطائرات جوًا، فلقد تم العثور على مجموعة من الأدوات، وكان أبرزها عدسات النمرود، وآلة أنتيكيثيرا الشهيرة. فلقد اكتشفت عدسة النمرود القديمة حديثًا ويعود عمرها ل 3 آلاف عامًا، ووجدت في قصر النمرود في العراق، ويعتقد بعض الخبراء أن العدسة كانت جزء من تلسكوب قديم كانت تستخدمه الحضارة البابلية، وبالتالي كانوا متقدمين في علم الفلك. وآلة أنتيكيثيرا الشهيرة يعود عمرها ل 200 عام قبل الميلاد وكانت مخصصة لحساب حركات الشمس والقمر والكواكب، والتنبؤ بالأحداث السماوية، ولا يمكن حتى الآن معرفة كيف تم إنشاؤها، وكيف استخدمت فأسباب ذلك اختفت منذ آلاف السنوات. 2- إمبراطورية راما على الرغم من أن الحروب والغزوات كانت عديدة إلا أن الهند تحافظ إلى حد كبير على تاريخها القديم منذ حوالي 500 عام قبل الميلاد، واستطاع علماء الآثار اكتشاف حضارة هندية تعود لآلاف السنين، في وادي السند، حيث تم اكتشاف مدن هارابا، وموهينجو دارو، وتلك المدن كانت متطورة جدًا، وجيدة التخطيط، ويعتقد علماء الآثار أنهم تصوروا كل شيء قبل البناء، ولا تزال ثقافة (هارابا) لغزًا كبيرًا. فأصولها، مجهولة ولهجتها غير معروفة، وكتابتها غير مفهومة تمامًا، لكن كان يمكن تمييز عدم وجود في فروق الطبقة الاجتماعية، وعدم وجود معابد، أو مباني دينية كتلك التي موجودة في الثقافات الأخرى مثل مصر، وبلاد ما بين النهرين. 3- كهوف وونجيو يعتبرها الصينيون المعجزة التاسعة في العالم القديم، وهي 24 كهف مكتشف حتى الآن وهو سرّ لا يمكن كشفه، وقد تم العثور وتحديد أماكنهم عام 1992 ما يعني أن الحفر وصل لما يقرب من مليون متر مكعب، وفي الكهوف كانت هناك آنية من الفخار يعود تاريخها ما بين 500-800 عام قبل الميلاد، ومنحوتات حجرية، وأعمدة يمكن رؤيتها مع فتح المغارة للجمهور، وهناك أيضًا شائعات تقول إن هناك سبعة من الكهوف لها نمط توزيع يتطابق مع نمط توزيع نجوم الدب الأكبر في السماء. 4- نان مادول هي مدينة قديمة تقع قبالة جزيرة بوهنباي في ميكرونيزيا، وهي مدينة مبنية على الشعاب المرجانية حصرًا ومكونة من الصخور البازلتية الضخمة التي يصل وزنها لخمسين طنًا، وبها العديد من القنوات، ولها أنفاق مغمورة، ويمكن مقارنة حجمها بسور الصين العظيم، والهرم الأكبر، وعلى الرغم أن حجارة الهرم تزن حوالي 3 طن فقط لكل منها. لا توجد سجلات توضح كيف تم بناء المدينة، ولماذا بنيت، عام 200 قبل الميلاد، وأصل الصخور البازلت التي تشكل المدينة غير معروفة، والأساليب المستخدمة في النقل ورصّ الحجارة التي يصل ارتفاعها 50 قدمًا وسمكها 17 قدم، ولقد اكتشف علماء الآثار عظام بشرية في هذه المنطقة لم يعرف أصولها حتى الآن. 5- عصر الأنفاق الحجري من أسكتلندا إلى تركيا هناك مئات من المستوطنات التي تعود للعصر الحجري الحديث والتي كشف علماء الآثار وجود أدلة على وجود شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض يصل طولها حوالي 700 متر في بافاريا ألمانيا، و350 متر في النمسا، والحقيقة هذه الأنفاق ظلت جيدة لمدة 12 ألف عام شاهدة على مهارة البنائين، والحجم الهائل من الشبكة الأصلية، وعلى الرغم أنها غير مربوطة إلا أن الناس يعتقدون أن هذه الأنفاق كانت وسيلة للسفر بأمان بغض النظر عن المخاطر التي قد تواجههم، ففي كل الأنفاق هناك غرف للتخزين والجلوس والاستراحة. 6- بومباونكو وتيواناكو بوما بونكو هي أحد الهياكل الخاصة بمدينة يعود تاريخها لما قبل حضارة الانكا القديمة (تيواناكو) في أمريكاالجنوبية، فعمر الأنقاض الصخرية مثير للجدل للغاية فلقد تعرض للتنقيب والنهب، وتلوث بكل الوسائل الممكنة، لكن الإجماع يقول إنها أقدم من الأهرامات، أي يعود عمرها ل 15 ألف عامًا، حتى الأنكا لم تعرف هذه الحضارة، فالحجارة الضخمة المستخدمة لا توجد عليها أي علامات أدوات بناء رغم أنها مرتبطة ببعضها بنعومة كبيرة جدًا، والهندسة الخاصة بها مميزة للغاية حتى نظام الري كان مازال يعمل، وخطوط الصرف الخاصة بالماء والآليات الهيدروليكية موجودة بالكامل، مع عدم وجود سجل لسكانها أو أساليبهم، والتقنيات الخاصة بتلك المدينة مازالت لغز يحير الخبراء. 7- المشابك المعدنية مع استمرار أسرار بومابونكو في هذا الموقع هناك أيضًا ما تسمى ب "كوريكانشا أولانيتامبو"، و "يوروك رومي" وكانت هذه مذكورة في الحضارة المصرية القديمة، وهي عبارة عن مشابك معدنية كبيرة جدًا، وهي مازالت موجودة داخل الأخاديد، وفي البداية كان يعتقد علماء الآثار أن هذه المشابك تم صب معادنها في هذه الفجوات، وهذا يعني أن البناة استخدموا مصاهر محمولة، ويقال إن المعادن التي استخدمت ذابت فقط عند درجات حرارة عليا جدًا، وهذه التكنولوجيا غامضة جدًا لبناء تلك الأنقاض الصخرية. 8- لغز بعلبك الموقع الأثري في مدينة بعلبك في لبنان به بعض الآثار الرومانية المحفوظة بصورة جيدة، وتستدعي في الذهن أطلال معابد المصريين القدماء، فهي تلة صخرية خربة قديمة قام ببناءها الرومان، ومعالمها غير واضحة ويصل وزت كل كتلة صخرية 1200 طن وهي أكبر ألواح صخرية قائمة في العالم. ويعتقد العلماء أن تاريخ هذه الألواح يعود إلى 9 آلاف عامًا أي في العصر البرونزي الوسيط، أو العصر البرونزي المبكر، وبصرف النظر عن الغموض في كيفية جلب تلك الأحجار إلى الموقع، فلم يكن في ذلك الوقت تقتنيات رفع متقدمة مثل المتاحة اليوم هي ببساطة تتجاوز قدرات البشر في البناء قديمًا وحديثًا. 9- هضبة الجيزة يمكن كتابة مجلدات عن أسرار مصر القديمة، فنحن الآن نعرف أن بناء الهرم الأكبر كان دقيق جدًا ويستعصى فهمه، وعلى الأرجح لم يكن يعني أبدًا أنه يأوي رات الملك، علاوة على ذلك، كما ثبت أن تآكل أبو الهول جاء أساسًا من قبل الأمطار قبل أن تتحول هذه المنطقة إلى صحراء في فترة ما بين 7 الاف إلى 9 الاف عام مع اعتقاد أن بناءه قد يعود أكثر إلى الخلف، إلى حضارة منسية، وبصرف النظر عن أبي الهول، ففترة ما قبل الأسرات واضحة أنها جنائزية في بناء هرم خفرع، بالإضافة للمعبد الجنائزي لمنقرع لأنه بني من كتل الحجر الجيري الذي خفر به لبناء أبو الهول وله نفس التآكل الواضح. 10- جوبليكي تيبي يعود تاريخها إلى نهاية العصر الجليدي اي منذ 12 ألف عام، مجمع المعابد اكتشف حديثًا في جنوب شرق تركيا وهو اكتشاف هام جدًا في العصر الحديث، فهو سبق الفخار والكتابة والعجلة، والمعادن، وبناءه ينطوي على مستوى من التطور، والتعقيد في نفس الوقت، وهو غير مرتبط بحضارات حجرية قديمة، وقد بني منذ آلاف السنين. وهو موقع يتكون من 20 مبنى وأعمدة منحوتة باتقان تصل إلى 18 قدم ويصل وزنها إلى 15 طنًا لكل منها، ولا أحد يستطيع أن يتيقن مَن أنشأ هذا الموقع ولماذا، وعلى المرء أن يتساءل كم كانت المعرفة متقدمة للبناء في تلك الحضارة الأولى.