يبصم المغرب على حضور وازن في فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي، التي تنظم خلال الفترة ما بين 23 أكتوبر الجاري وفاتح نونبر المقبل. ويحضر المغرب في المهرجان الذي يشهد عرض 194 شريطا سينمائيا من أزيد من 60 بلدا، من خلال عرض ستة أفلام سينمائية ومشاركة عدد من المخرجين في مختلف لجان تحكيم مسابقات المهرجان، فضلا عن حضور عدد من النقاد والإعلاميين. وتتميز المسابقة الرئيسية للمهرجان، والخاصة بالأفلام الروائية الطويلة، والتي تعرف تنافس 17 شريطا، بحضور الشريط السينمائي (حمى) للمخرج المغربي هشام عيوش. ويطرح الشريط في 90 دقيقة، قضية ازدواجية الهوية الثقافية حيث يثير، بحسب منظمي المهرجان، " قضية تغريبة جيل مقطوع الذاكرة، مغيب الأصول". ويعد (حمى) الذي يعرض لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط، ثالث الأفلام الروائية الطويلة للمخرج هشام عيوش بعد شريطي (أطراف القلب) و(شقوق). كما يحضر المغرب في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة ، من خلال شريط (قراصنة سلا)، للمخرجتين مريم عدو (المغرب) وروزا روجرز (بريطانيا). ويتطرق الشريط في 78 دقيقة، للتأثير الكبير للسيرك في حياة شباب يقيمون بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة سلا، حيث فتحت مسابقة نظمها السريك لفائدة الشباب الراغبين في الالتحاق بالعمل به آفاقا واعدة وأبواب أمل جديدة أمامهم. من جهة أخرى، يبرز اسم المغرب بقوة من خلال مشاركة أفلام في مسابقة الأفلام القصيرة، من بين 24 شريطا متنافسا. ويحضر في هذا السياق شريط (أشباح في المصنع)، للمخرج ابراهيم فريتح، وشريط (الرجل مع كلب) للمخرج كمال لزرق، وفيلم (جنة) للمخرجة مريم بن مبارك العويسي. وفي إطار البرامج والعروض الخاصة التي يتم تقديمها، بالموازاة مع فعاليات ومسابقات المهرجان، سيتم عرض الشريط السينمائي الطويل (ماروك) للمخرجة ليلى المراكشي في إطار محور (السينما العربية في المهرجان). ويتميز هذا المحور بعرض أعمال لمخرجين عرب هاجروا من أوطانهم ونقلوا من خلال أفلامهم تراثهم وثقافاتهم الأصلية. كما يمتد الحضور المغربي ليشمل مختلف لجان تحكيم المسابقات المتعددة لمهرجان أبوظبي السينمائي. وفي هذا الصدد، تترأس المخرجة السينمائية وكاتبة السيناريو فريدة بليزيد، لجنة تحكيم مسابقة (أفلام الإمارات) التي ستتولى الكشف عن أفضل المواهب بين مجموعة من صناع السينما في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي. كما يبرز اسم المخرج المغربي داود أولاد السيد، ضمن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة (الأفلام الوثائقية)، والمخرجة المغربية ليلى الكيلاني ضمن لجنة تحكيم مسابقة (آفاق جديدة). وتأسس مهرجان أبوظبي السينمائي في عام 2007 ليساعد في بناء ثقافة سينمائية حيوية في جميع أنحاء المنطقة، ويعتبر واحدا من الأحداث الثقافية الرئيسية بإمارة أبوظبي. وتتضمن فعاليات المهرجان، وعلى مدى عشرة أيام، برامج متنوعة حول السينما العربية والدولية، بالإضافة إلى العروض الافتتاحية للأفلام والتظاهرات والأنشطة واللقاءات حول الإنتاج المشترك. ويتضمن برنامج المهرجان، في هذا الإطار، عدة محاور من بينها (تروفو: عاشق مدى الحياة للسينما) و(الكلاسيكيات المرممة)، إلى جانب تظاهرة (السينما العربية في المهجر)، التي خصصت للمخرجين العرب الذين هاجروا من أوطانهم ونقلوا من خلال أفلامهم تراثهم وثقافاتهم الأصلية. كما يشهد هذا اللقاء السينمائي الدولي، تنظيم مجموعة من الحلقات الدراسية والجلسات النقاشية التي تتطرق لمواضيع تتراوح بين حفظ الأفلام، وحملات التمويل الجماعي، وتقنيات التمثيل العالمية، والإنتاجات العالمية المشتركة، وتسويق الفيلم القصير..وغيرها