تمكنت مجموعة من الباحثين الدنمركيين من تطوير نوع جديد من الألياف البصرية القادرة على نقل 43 تيرابايت من البيانات خلال ثانية واحدة. وحطمت السرعة الجديدة لنقل البيانات عبر شبكة الانترنت الرقم القياسي الصامد منذ 3 سنوات تقريبا والمسجل باسم معهد كارلسروه للتقنية في ألمانيا البالغ 26 تيرابايت في الثانية.
واستعمل الباحثون لبلوغ هذه السرعة القياسية نوعية مستحدثة من الألياف الضوئية متعددة النوى (7 نوى) من إنتاج شركة "إن.تي.تي" اليابانية.
والألياف البصرية (الضوئية) هي مجموعة من ألياف مصنوعة من الزجاج النقي الطويلة والرفيعة والتي لا يتعدى سمكها سمك الشعرة. وتُجمع مئات أو ربما الآلاف من هذه الألياف في حزم فرعية تصطف معا في حزمة رئيسية لتشكل الحبل الضوئي الذي يُحمى بغطاء خارجي. وتُستخدم التقنية في نقل الإشارات الضوئية لمسافات بعيدة جدا وهي إحدى التطبيقات العملية لظاهرة الانعكاس الكلي.
وتماثل الالياف الضوئية المستعملة في الانجاز الجديد اليافا اختبرها الجيش الأميركي في السنوات الماضية، بعد ان اصبح تصنيع هذه النوعية من الكابلات أكثر سهولة.
واعتمد الباحثون على كابل واحد ووحدة إرسال واحدة للوصول لسرعة 5375 غيغابايتا بالثانية، في حين أن العديد من الأرقام القياسية السابقة تحققت على شبكات تتضمن العديد من كابلات الألياف الضوئية ووحدات الإرسال.
وأكد الخبراء أن التقنية الجديد قادرة على تحميل الأفلام في وقت قصير لا يزيد عن 0.2 ميلي ثانية.
ومن غير الوارد تطبيق هذه السرعة في الوقت الحالي في الاستخدامات المنزلية أو حتى في الشركات، بالنظر لتكاليفها واعتمادها تكنولوجيا قد تتخطى قدرات الحواسيب الحالية.
وبدأت بالرغم من ذلك جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات المعروفة اختصارا ب"آي اي اي اي" مساعيها لاتاحة سرعة 1 تيرابايت للجمهور، ولكن على الأرجح لن يحصل ذلك قبل العام 2017.
وكانت الجامعة التقنية في الدنمارك سباقة في كسر حاجز ال1 تيرابايت في الاتصال بالإنترنت وذلك خلال العام 2009.