حذّر خبراء بريطانيون من أن الذين لا يحصلون على القسط الكافي من النوم يعرضون أنفسهم لمزيد من خطر تطوير أمراض خطيرة منها السكري والسرطان وأمراض القلب. بحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية ألقى خبراء من جامعة أوكسفورد اللوم على الهواتف الذكية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وأجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية، ومشاهدة التلفزيون في السرير، في تقليل إنتاج الجسم لهرمون الميلاتونين المحفّز للنوم. وشدد العلماء في دراستهم التي نشرتها دورية "لانسيت" الطبية على أهمية النوم في التأثير على المزاج الشخصي، ومستوى اليقظة، والقوة البدنية، بل اعتبروا أن النوم يمكن أن يكون الوصفة العلاجية لمن يعانون اضطرابات في التمثيل الغذائي، بما في ذلك السمنة والسكري. وقالت الدراسة :"في السنوات الأخيرة ثبت على نحو متزايد أن اضطراب النوم ونقصه هو نمط الحياة السائد في المجتمعات الحديثة، وأن ذلك يمثل عاملاً سلوكياً يؤثر سلباً على التمثيل الغذائي الصحي". وأضافت الدراسة: "المشكلة ببساطة أن الناس لا تحصل على القدر الكافي من النوم، بسبب الأجهزة الإليكترونية". واتهم البروفيسور رسل فوستر من جامعة أوكسفور الناس بالغطرسة "عندما يديرون ظهورهم لحقيقة أن تطور الجنس البشري يعتمد على النوم". وقال فوستر: "نحن نمارس أسمى أنواع العجرفة، عندما نشعر أننا نستطيع التخلي عن 4 مليارات سنة من التطور وتجاهل حقيقة أن تطور الجنس البشري يعتمد على دورة الضوء والظلام". ونبه فوستر إلى أن الساعة البيولوجية جزء من جسم الإنسان، وهي تدفع الجسم إلى التعرض للضوء في أوقات معينة، وإلى الشعور بالحاجة إلى النوم والراحة في الليل بعد نشاط النهار. لكن الحياة الحديثة توقف أنماط النوم الطبيعية". ونبهت الدراسة إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية له طول موجي أقصر من الضوء الأبيض، ويعمل ذلك على تثبيط إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم عملية النوم. وأن المزيد من التعرض للضوء ونقص النوم يعني زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وحذّرت الدراسة من أن العمل في نوبات ليلة باستمرار والحصول على قسط من النوم خلال النهار يحدث خللاً في إيقاع الحياة اليومية للإنسان.