بحث فنانون ومبدعون في مجالات الأغنية والشعر والمسرح، أمس الثلاثاء بفاس، في إطار لقاء تواصلي نظمته النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة القضايا التي تهم صيانة حقوق الفنانين على مصنفاتهم الإبداعية وطرق الاستفادة منها ووسائل وآليات حمايتها. وشكل هذه اللقاء التواصلي، الذي نظم بشراكة مع وزارة الاتصال حول موضوع "إصلاح منظومة حقوق التأليف .. رهان جديد من أجل حكامة التدبير وشفافية التوزيع وصيانة الحقوق"، مناسبة للمبدعين في مجال الأغنية المغربية والموسيقى والشعر لطرح مختلف الإشكالات التي يعاني منها الإبداع المغربي في مجال حقوق التأليف والحقوق المجاورة وطرق حماية المصنفات الفنية والتصورات الكفيلة بحماية حقوق مبدعيها. وقال الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة توفيق عمور إن هذا اللقاء التواصلي، الذي يحضره العديد من الباحثين والمهتمين بقضايا حقوق التأليف، يروم بالأساس التعريف بالمستجدات التي شهدتها منظومة حقوق التأليف سواء من حيث القوانين أو من حيث إعادة الهيكلة التي ستشهدها قريبا مؤسسة المكتب المغربي لحقوق التأليف والحقوق المجاورة . واستعرض مختلف المتغيرات التي ستحملها عملية إعادة هيكلة المكتب المغربي لحقوق التأليف خاصة ما يتعلق منها بفك الارتباط مع الهيئة الدولية للمؤلفين والناشرين بباريس "الساسيم " ليصبح في إطار القوانين الجديدة مؤسسة عمومية تخضع لقوانين المؤسسات العمومية المغربية . وتطرق الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة إلى مختلف المساطر التي يجب اعتمادها من طرف الفنانين والمبدعين من أجل الاستفادة من حقوق التأليف والحقوق المجاورة وحفظ مصنفاتهم الفنية وحثهم على الانخراط في المكتب المغربي لحقوق التأليف، مؤكدا على أن بطاقة الفنان أضحت وثيقة أساسية تمكن حاملها من الاستفادة من عدة مزايا من بينها استفادته من الانخراط في المنظومة الصحية للفنانين أي التعاضدية الوطنية للفنانين . ودعا الفنانين إلى ضرورة التصريح بمصنفاتهم لدى المكتب المغربي لحقوق التأليف لحفظ وصيانة حقوقهم والعمل على الانخراط في مختلف الهيئات الموازية للدفاع عن مصالحهم وحماية مصنفاتهم والاستفادة من عائداتها المادية والمعنوية. ومن جهتها، أكدت ماجدة السليماني المديرة الجهوية لوزارة الاتصال بجهة فاس Ü بولمان على أهمية الأوراش التي تشتغل عليها وزارة الاتصال مع شركائها خاصة في مجال حقوق المؤلفين وذلك من خلال اعتماد مجموعة من الإجراءات التي تهم مراجعة الترسانة القانونية المؤطرة للقطاع . وقالت إن ورش تحويل المكتب المغربي لحقوق المؤلف إلى مؤسسة عمومية يستهدف بالخصوص إشراك المبدعين في التدبير والتسيير وتبسيط المساطر الإدارية مع تسريع وتيرة تنفيذ التزاماته اتجاه مختلف المستفيدين من خدماته بالإضافة إلى توفير فرص الاستثمار في مجالات الإبداع ذات الصلة . وأكدت على أن الجهود التي تبذل في مجال حقوق التأليف تندرج ضمن خطة متكاملة تستهدف إرساء قواعد الحكامة الجيدة في التدبير والشفافية في التوزيع مع الحرص على صيانة حقوق المبدعين المغاربة الذين ساهموا، كل من موقعه، في النهوض بالمشهد الثقافي والفني المغربي عبر إبداعات وأعمال أثرت الساحة الفنية الوطنية . ويأتي لقاء فاس، الذي حضره العديد من المبدعين الذين يمثلون مختلف الأجناس الفنية بأطيافها وتلويناتها المتعددة خاصة في مجالات الأغنية والموسيقى والمسرح، بعد لقاءات تواصلية متعددة نظمتها النقابة الحرة للموسيقيين بمجموعة من المدن المغربية لفائدة الفنانين والمبدعين والمؤلفين من أجل التعريف بالمستجدات التي تعرفها منظومة حقوق التأليف وطرق حماية المصنفات الفنية .