سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحافي : "الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط تعد من الجيل الجديد لحدائق الحيوانات وتضطلع بدور حيوي في التحسيس بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والحيواني للمغرب"
قال السيد عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، الرئيس المدير العام للحديقة الوطنية للحيوانات، اليوم الخميس بالرباط، إن الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط، التي تعد من الجيل الجديد لحدائق الحيوانات، تضطلع بدور حيوي في التحسيس بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والحيواني للمغرب، من خلال الاستجابة للمعايير الدولية ونشر المعرفة، داعيا إلى الحفاظ على هذه المعلمة وتحسين أدائها في المستقبل. وأوضح السيد الحافي، في كلمة خلال افتتاح أشغال اللقاء العلمي الأول للحديقة الوطنية للحيوانات، المنظم احتفالا بالذكرى السنوية الثانية لتأسيسها، تحت شعار "المحافظة على الوحيش في المغرب"، أن هذه المؤسسة تهتم بمحور التربية البيئية والتحسيس، مشيرا إلى أن المغرب يعرف تنوعا بيولوجيا هاما، غير أن هناك هشاشة ناجمة أساسا عن العوامل الطبيعية، فضلا عن التعمير والنمو الديمغرافي والطلب المتزايد على الموارد الطبيعية، ما يحتم على المؤسسة الاضطلاع بدور في التحسيس. كما تقوم هذه المنشأة، يضيف المسؤول، بضم كل المتدخلين في إطار التعليم والتربية، إلى جانب وضع وحدة تعنى بتعميق المعارف البيئية، مشيدا بتجند كافة الأطر الإدارية والتقنية بالمؤسسة من أجل السهر على تقديم خدمات ترقى إلى طموحات الزوار الوطنيين والأجانب. وسجل أن المغرب انتقل من جيل الحدائق التي كانت ترتكز على أقفاص تأوي مجموعة من الحيوانات، إلى جيل جديد من الحدائق يرتكز على عرض بعض الحيوانات في مجال يشبه، إلى أكبر درجة ممكنة، المجال الطبيعي لهذه الحيوانات في بيئتها الأصلية، وذلك بغية احترام الهيكلة البيولوجية والفيزيولوجية لهذه الحيوانات، وتمكينها من الحفاظ على غرائزها الطبيعية، مضيفا أن المؤسسة رفعت بذلك تحدي الاستجابة للمعايير والمقاييس الدولية في الاعتناء بمختلف أنواع الوحيش. وأشار إلى أن إعادة هيكلة الحديقة الوطنية للحيوانات تدخل ضمن استراتيجية وطنية تروم إعادة تأهيل النظم البيئية، مسجلا أهمية حكامة المنشآت التي تتطلب معايير مضبوطة وركائز لتدبير الحيوانات، قصد ضمان معطيات السلامة والأمن والصيانة، لتظل المنشأة في المستوى المطلوب وتضمن تقديم خدمات تليق بمؤسسات المنشأة. وأكد أن التحدي المطروح على مؤسسة الحديقة الوطنية بالرباط يتمثل في الحفاظ على عدة أصناف من الحيوانات المعرضة للضغط أو خطر الانقراض، خاصة الوحيش الصحراوي، ما يستلزم إعادة تأهيل هذه الحيوانات داخل مؤسسة تراعي نواة التكاثر البيئي وإعادة استيطان الحيوانات والنظم البيئية. وتم، بالمناسبة، التوقيع على اتفاقية للشراكة للتعاون بين الحديقة الوطنية للحيوانات وعدد من شركائها، والحديقة البيولوجية الفرنسية (بيو بارك) في "دووي"، تهم الحفاظ على صنفي طائر أبو منجل والنسر، وستمكن هذه الاتفاقية التي وقعها السيد الحافي عن الحديقة الوطنية للحيوانات، والسيد بيير غاي مسير الحديقة الفرنسية، من تعزيز الشراكة الثنائية في مجال الحماية والحفاظ على هذين الصنفين من الحيوانات، في إطار روح تقاسم القيم وتشارك المعايير الدولية القائمة في مجال التدبير. ويعرف هذا اللقاء، الذي يشارك فيه عدد من الخبراء في مجال الوحيش والتنوع البيولوجي، مناقشة مجموعة من المواضيع تهم، على الخصوص، "التنوع البيولوجي في المغرب .. الثروة والهشاشة"، "وضعية الوحيش في المغرب واستراتيجية الحفاظ عليه"، "دور حديقة الحيوانات في الحفاظ على الحياة البرية" و"التربية البيئية والتحسيس .. أداة للمحافظة على الوحيش". كما يناقش هذا اللقاء، الذي يعرف يوم 11 يناير الجاري تنظيم عدد من الأنشطة لفائدة الزوار، "المخطط الوطني للمحافظة على ذوات الحوافر" و"أهمية المراقبة الصحية للمحافظة على الوحيش". ويتم على هامش هذا اللقاء أيضا تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية للفنانة الفرنسية دانييل أوبير يحمل عنوان "شغف الحديقة"، ينظم إلى غاية 31 يناير الجاري، ويضم عددا من الصور التي التقطتها عدسة المصورة الفرنسية بحديقة الرباط وكذا في منتزهات دولية أخرى. وتعمل الحديقة الوطنية للحيوانات، التي استقطبت منذ افتتاحها في 9 يناير 2012 أزيد من مليون ونصف المليون زائر مغاربة وأجانب، على تعزيز محوري الترفيه والتربية والتحسيس من خلال خلق فضاءات ملائمة للاسترخاء والتربية على البيئة، لتشكل بذلك نقطة جذب سياحي بمدينة الرباط تستهوي عشاق الطبيعة والوحيش.