يشكي العديد من الرجال من القذف المبكر، ولكن بعض الرجال يعانون من القذف المتأخر أو عدم القذف لدى المجامعة. وفي كلتي الحالتين تكمن وراء الظاهرة أسباب محددة جسدية أو نفسية، فأي خلل نفسي من شأنه ان يؤثر سلبا على أداء الرجل الجنسي كما ان تناول بعض الأدوية والخضوع لعمليات بعينها يؤدي الى الفشل في تحقيق عملية جنسية كاملة. تظهر الدراسات أن ما يقارب 3٪ من الرجال يعانون من القذف المتأخر أو عدم القذف. ومن المعروف أنه في العلاقات الجنسية، يصل الرجل إلى الذروة والقذف بعد عدة دقائق من الولوج. ويشكي بعض الرجال من عدم القدرة للوصول إلى الذروة حتى بعد ما يقارب 30 أو 45 دقيقة من الولوج، بحيث يلجأون الى إيقاف العلاقة الجنسية قبل القذف بسبب الإحساس بالتعب، أو بسبب تعب الزوجة.
وهذه الحالة ممكن أن تظهر منذ بدء العلاقات الجنسية، أو تظهر لاحقا خلال الحياة الزوجية. ومن الملحوظ أن القذف المتأخر غالبا ما يكون عند المجامعة مع الزوجة. ولكن عند ممارسة العادة السرية، يأتي القذف طبيعيا.
أسباب جسدية
هنالك أسباب عديدة لهذه الحالة، منها الجسدية، وأخرى نفسية. من الأسباب الجسدية، مرض السكري إذ أنه يؤثر على الأعصاب المسؤولة عن القذف. كما هو حال بعض الأمراض العصبية الأخرى، كالتصلب المتعدد (multiple sclerosis) أو الحوادث التي تؤدي إلى إصابة العمود الفقري والحبل الشوكي.
القذف المتأخر ممكن أن يكون ردة فعل لبعض الأدوية التي تؤثر على عملية الأعصاب، كأدوية الأمراض النفسية. بعض الأدوية الأخرى تؤثر أيضا على القذف، كأدوية علاج تضخم البروستات. ولكن تبقى هذه حالات استثنائية.
ويحدث ان تتأثر عملية القذف لدى من يخضع لعملية استئصال البروستات، حيث تتأثر في بعض الأحيان أعصاب الحوض مما يؤدي إلى عدم وجود سائل منوي عند الرعشة، إذ أن القذف يكون إلى الأعلى، بحيث يذهب السائل المنوي إلى المثانة بدل الخروج عبر القضيب إلى الخارج. ويلحظ الرجال ذلك، ويشكون من عدم القذف.
.....وأخرى نفسية
أما الأسباب النفسية للقذف المتأخر أو عدم القذف، فممكن أن تكون غضبا داخليا لدى الرجل مكبوتا لم يعبر به للزوجة، فيظهر لاشعوريا في العلاقة الجنسية. كما من الممكن أن يكون السبب خوفا عميقا لاشعوريا من الإنجاب، يمنع الرجل من القذف لاإراديا.
العادة السرية وتأثيرها على العملية الجنسية المتكاملة
وبعض الرجال الذين يمارسون العادة السرية عبر إثارة القضيب بسرعة، من الممكن أن يشكوا من القذف المتأخر إذ أن المجامعة لا تؤدي إلى ذات الإثارة، فيكون التحفيز أقل وغير كاف لبلوغ النشوة. كما أن بعض الرجال الذين يأخذون أدوية للانتصاب، يجدون صعوبة لبلوغ النشوة إذ أن الإنتصاب يكون كيميائيا، بلا إثارة عقلية ونفسية، فلا تؤدي العلاقة الجنسية إلى النشوة.
والأسباب النفسية الأخرى ممكن أن تكون خوف عند الرجل أو خجل من المرأة، وفي بعض الأحيان ممكن أن يكون وجود مثلية مكبوتة يعيها الرجل أو لايعيها في بعض الأحيان.
ولكن برغم وجود كل هذه الأسباب، إلا أن القذف المتأخر يبقى قليلا جدا، وأكثر الحالات تذهب مع ذهاب السبب، كما في حال كون الإضطراب بسبب دواء ما مثلا. وفي الحالات الأخرى، يجب استشارة طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، وفي حال عدم وجود سبب جسدي، يجب استشارة معالج جنسي أو نفسي.