اختلطت الأمور ولم يعد المرء منا قادرا على تحليل ومواكبة مستجدات الساحة وما تحمله من جديد ، صرنا تائهين في عصر أعطي له تعريف السرعة ، فتوالي الأحداث المحيطة بنا جعلت الحيرة تتسرب للعقول ، طارحين تساؤلات عدة حول من يتحمل مسؤولية ما يقع في الأقطار العربية ، انطلاقا من تونس وليبيا ومصر مرورا بسوريا والعراق وصولا إلى اليمن ، دول قامت فيها الدنيا ولم تقعد بفرق بسيط بين من اختار الثورة منهاجا ومن اختارته الحرب والصراعات الطائفية عنوانا .. نحن وأتحدث هنا بضمير الجماعة الحاضر نحوا الغائب واقعا ، عن تموقعنا والدور الذي نضطلع به داخل منظومة معقدة إقليميا ووطنيا ، فتارة تجدنا جمهورا منحازا لأحد أطراف النزاع مغيبين لأشياء عدة تعتبر محورية قبل إعطاء تحاليل حول طبيعة القضية ، وسأتخذ من النموذج المصري مثالا للإنقسام بين مناصري العسكر ومشتاقي العهد القديم الجديد بقيادة " مبارك السيسي " ، وبين أصحاب الشرعية الإنتخابية والمدافعين عنها ممثلين في جماعة " الإخوان المسلمين " ، في أسلوب يجعل من طريقة الشيخ والمريد هو المتحكم في مجرى الأحداث ، هذه الأخيرة التي انتقلت رحاها من بلاد الكنانة إلى وطننا ، في نقاشات تثار هنا وهناك حول طبيعة النظام القائم ومن له صلاحيات قيادة مرحلة ما بعد 25 يناير ، فتجد زمرا تسب وتشتم وتقذف وتخون و " تمخزن " كل من يخالف رأيها وتوجهها حول الرأي الذي تبديه في قضية أرى أن لاقيمة ولا ربح لنا كمغاربة في تحريكها ، فلا الشعارات المرفوعة في احتجاجات تدافع عن رابعة وشرعيتها تنفعنا ولا الخروج ببلاغات وبيانات تشيد بدور السيسي وعسكره تفيدنا ، لكل مآربه وراء ترجيح كفة طرف على طرف ، وبينهم نحن ضالين بين مشاهد فاقد للمتعة في يراه وحَكم لا جهد له ولا قانون يؤطر عمله في إيقاف ما يحصل .. مغفلين نحن بنسب متفاوتة ننشغل برابعة ورمسيس وننسى أو نتناسى ، " تركيبتنا الرباعية " متمثلة في ملفات عويصة تثقل كاهل المواطن البسيط المغلوب على أمره وتشغل باله ، من ذلك قطاع الصحة " المريضة " المهددة بالإنقراض في بلد جُعل في قائمة البلدان السائرة نحو النمو وأراها نحو التهلكة ، مرورا بقطاع التربية والتعليم الذي كان في مامضى يخرج أطرا وكفاءات وصار اليوم برنامجا لإعادة إدماج سجناء وأسرى منظومة تعليمية فاشلة يحكمها منطق الأرقام في غياب المضمون والجوهر وهو ما ساهم ويساهم بشكل سلبي في تنشأة جيل مهتم ب " arab got talent " .. نقفز بعذ ذلك للحديث عن التشغيل ومشاكله العويصة في غياب إرادة حقيقية لإنهاء معضلة رهنت المغرب دائما بالمجتمع " المعطل " وليس العاطل كما دأب الأخرين تسميته في أبجدياتهم ، ولنا في تشغيل " القوات المساعدة " وتعطيل الأدمغة والعقول رؤية للقادم من الأيام ، وأخر تركيبتنا الرباعية السكن الذي صار في عهد ما اصطلح عليه بالسكن الإجتماعي أو الإقتصادي ، سكنا " صينيا " لرداءة التصميم والمواد المستعملة فيه وكذا لغياب الرقابة على " المنتعشين " العقاريين والمضاربين في قطاع تعلم الدولة علم اليقين أنه غير مهيكل سوى في قرارات وقوانين يتيمة تفتقد للأجرأة والتطبيق .. هذه هي مشاكلنا الحقيقية وهذا ما وجب التركيز عليه خدمة لأنفسنا ولوطننا ، وحتى لاينطبق علينا مثل " أش خاصك آلعريان رابعة أمولاي " ..