كانت هناك حقبة استمرت خمسة أعوام ، لعب فيها ليونيل ميسي كل شيء ، لكن منذ نهاية الموسم الماضي وهو يعاني من إصابة تلو الأخرى ، الأمر الذي بدأ يقلق ناديه برشلونة ، الذي يفتقده عندما يغيب. وغادر الأرجنتيني أرض الملعب في الاستراحة خلال مباراة أول أمس الأربعاء أمام أتلتيكو مدريد ، في ذهاب كأس السوبر الأسبانية لكرة القدم. وكانت تلك المرة الأولى في مشواره التي يخرج فيها من الملعب خلال مباراة على لقب. ولدقيقة في الشوط الأول ، وضع ميسي يده على الجانب الخلفي من فخذه الأيسر ولم يعد للظهور طيلة المباراة. لم يكد يلمس الكرة خلال 54 دقيقة ، ولم يصنع فريقه هجمة واحدة خطيرة طيلة الشوط. وخضع اللاعب أمس لفحوص طبية أكدت أنه يعاني من "تجمع دموي بين عضلات" الفخذ الأيسر. ورغم أن الإصابة تبدو طفيفة ، لم يحدد النادي الوقت الذي سيغيب خلاله. إصابة أخرى لميسي ، تحمل ذكرى ما حدث نهاية الموسم الماضي. بدأ التداعي الصحي لميسي يوم الثاني من أبريل الماضي ، عندما واجه برشلونة في دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال باريس سان جيرمان الفرنسي. وتعرض الأرجنتيني لإصابة عضلية ، وما حدث معه بعدها يبقى مدعاة لجدل واسع. فبرشلونة لم يتطرق قط لمدد غيابه للتعافي ، وميسي ظل يعاود الظهور وتعاوده الإصابة في عدة مباريات متتالية. كانت المباراة الأكثر إيلاما لميسي يوم الأول من مايو عندما سحق بايرن ميونيخ برباعية نظيفة برشلونة في ذهاب الدور قبل النهائي من دوري الأبطال. وكان الأرجنتيني في الملعب كالغائب ، حيث بدا جليا أن حالته البدنية لم تكن تسمح له باللعب. ظل ذلك مستمرا حتى نهاية الموسم ، بما في ذلك مباريات المنتخب الأرجنتيني. وحصل ميسي على إجازة على أمل العودة في أفضل حالاته. لكن تلك الإجازة كانت بعيدة عن المثالية ، حيث تتضمن التزامات نجم بحجم ميسي أيضا تجاه عالم الدعاية وما يتطلبه من رحلات ، تسببت في أن يقطع اللاعب 44 ألف كيلومتر في أنحاء مختلفة من العالم. بعد ذلك ، بدأت مرحلة الإعداد للموسم الجديد منهكة ، تضمنت 30 ألف كيلومتر سفر مع فريقه إلى فلسطين وألمانيا وبولندا وتايلاند وماليزيا. وأصيب ميسي في الجانب الأخير منها قبل انطلاق الموسم ، بحمل عضلي زائد وفقا للأطباء. بدأ الدوري الأسباني وغادر ميسي الملعب في الشوط الثاني من المباراة التي انتهت بفوز كبير 7/ صفر على ليفانتي بعد شعوره بآلام طفيفة. والأربعاء تكرر الأمر خلال التعادل 1/1 أمام أتلتيكو ، وهو ما يعد غريبا بالنسبة للاعب غير قابل للكسر كان يتحول إلى "رجل فولاذي" بمرور الأعوام. ويعود تاريخ ميسي مع الإصابات إلى موسم 2005/2006 ، عندما غاب الأرجنتيني لأسبوعين بسبب شد في العضلة ذات الرأسين للساق اليمنى ، قبل أن يعاني من قطع في أربطة نفس العضلة خلال مباراة أمام تشيلسي الإنجليزي. وفي الموسم التالي أصيب بتمزق في الرباط الخارجي للكاحل الأيمن ، أبعده أسبوعا وبعد قليل من عودته أصيب بكسر في مشط القدم ليغيب نحو ثلاثة أشهر. وفي سبتمبر عام 2007 ، أصيب بتمزق في أوتار الركبة اليمنى خلال مباراة مع الأرجنتين وفي كانون أول/ديسمبر من ذلك العام ، أصيب في العضلة ذات الرأسين للساق اليمنى ليغيب أكثر من شهر. بعد قليل من ذلك أصيب بقطع في أربطة الساق اليسرى أمام سلتيك الأسكتلندي. لكن منذ أنهى ذلك الموسم المضني 2007/2008 ، أصبح ميسي يلعب50 مباراة في الموسم. وكان 2008 عاما حاسما في تطور النجم الأرجنتيني ، حيث وضع برشلونة خطة خاصة له ، تضمنت بين أمور أخرى تدريبات محددة من أجل تحسين بنيته العضلية ، وتغيير في نظام غذائه ، ومواعيد متوازنة لراحته. وفي 2011 ، العام الأخير للمدرب جوسيب جوارديولا في برشلونة ، لعب 60 مباراة و37 من 38 مباراة في الدوري الأسباني ، لكن العدد تراجع في الموسم الماضي إلى 50 مباراة. وتبدو آلام الأربعاء محدودة ، لكن الوقت سيحكم إذا ما كان توالي إصاباته عارضا أم أن هناك سببا وراءه. وقال مدربه ومواطنه خيراردو مارتينو عقب مباراة أتلتيكو مدريد "لو تعرض لاعب لإصابة تتسبب في شعوره بعدم الراحة ، فلا معنى لتركه في الملعب". ولا أحد يرغب الآن في استنزاف ميسي ، بالنظر لما حدث في الموسم الماضي.