طرحت شركة أبل في الأسواق تطويراً لبرامجها بعد عدة شكاوى من أن أجهزة "آي فون" و"آي باد" ترصد وتسجل بشكل سري بيانات بجميع الأماكن التي يتواجد فيها مستخدمو تلك الأجهزة. وبرزت المشكلة عقب كشف باحثين عن تقرير يفيد بوجود ملف غير قابل للتشفير في أجهزة "آبل" يسمح بتعقب تحركات مستخدمه أينما حل وارتحل، وهو ما يعني وجود مخاطر محتملة لاستغلال هذا الأمر في تهديد أمنه أو استعمال بياناته من جهات ما لدواع مشبوهة أو انتقامية، وقد دفع ذلك ببعض المحامين ورجال القانون إلى رفع قضايا على "أبل"، باعتبار قيامها بذلك تجسساً عليهم وانتهاكاً لخصوصياتهم، كما طالبت بعض الحكومات بإجراء تحقيقات دقيقة وشفافة لتنجلي الحقيقة للجميع ويُحاسب الجناة ويتحملوا مسؤولياتهم. وما زاد الطين بلة هو الإعلان عن أن نظام ملف تخزين بيانات المستخدم الخاصة بتحركاته يعمل بشكل تلقائي حتى لو قام المستخدم بتعطيله، وذلك وفق نتائج اختبارات قام بها خبراء تكنولوجيون لفائدة جريدة "وول ستريت جورنال". ويمكن باستخدام برنامج خاص أن يظهر الملف خريطة وتحركات الشخص صاحب الجهاز. وقد أنكرت "أبل" استخدامها لهذه المعلومات لتعقب أصحاب الأجهزة، قائلة إن السبب الحقيقي هو فيروس أصيبت به الأجهزة. وأصبح بالإمكان الآن الحصول على البرنامج المحدث عبر "آي تيونز"، ويقلص البرنامج كمية المعلومات المخزنة لأسبوع واحد ولم تعد تنقله إلى الحاسب الشخصي حين يتم وصل الهاتف به. وإذا قام صاحب جهاز الآي فون أو الآي باد بتعطيل هذه الخدمة فسيتوقف الجهاز كلياً عن جمع هذه المعلومات. يُذكر أن الشروط التي يوقع عليها صاحب الجهاز قبل التعاقد لشرائه تتضمن ترخيصاً بتعقبه، إلا أن قلائل يتنبهون له. ولفت النظر لوجود هذه الخاصية مدونة الباحثين ألاسدر ألان وبيتر وردن. غير أن آبل تقول إن الآي فون لا يسجل أماكن وجود الشخص وإنما يحتفظ بسجل لبؤر الهاي فاي وأبراج الخلايا في محيط المكان الذي توجد فيه، وقد يكون بعضها على بعد 100 ميل مثلاً من جهاز الآي فون، وذلك لمساعدة الجهاز في تحديد موقعه بسرعة وبدقة إذا ما نشأت حاجة لذلك. يُذكر أن آبل وجوجل ستمثلان أواخر الشهر أمام محكمتين منفصلتين في فلوريدا وميتشغان بالولايات المتحدة وذلك للإدلاء بشهادتيهما حول ما نسب إليهما من انتهاك الخصوصية أثناء استخدام الهواتف، فيما تتزايد الضغوط عليهما والمطالبة بتوضيح كيفية جمعهما وتخزينهما بيانات المواقع.