الحدود الموريتانيا المالية تعرف غليانا نتيجة استمرار الهجمات التي تنسب إلى الجيش المالي ومرتزقة " فاغنر " الروسية المتخصصة في نشر الرعب بالمناطق " الغنية" .التهديدات طبعا متواصلة واقتحام القرى ومطاردة المواطنين الموريتانيين مستمرة مع صمت حكومة نواكشوط المنشغلة بالاعداد للانتخابات الرئاسية التي سيفوز بها الرئيس الحالي " الغزواني ". لعدم وجود منافسة حقيقية مع ما يعرف كذلك عن عقلية الحشد المؤيد للحاكم من طرف غالبية الاحزاب والقبائل والزوايا .الحشد الذي يسير وفق منطق القصر الرئاسي . وجود " فاغنر" على الحدود الشرقية لموريتانبا بمثابة رسالة سياسية على حكومة نواكشوط أن تعيها وتحسن قراءتها إذ التهديدات تصدر من مرتزقة دوليين هدفهم الوحيد إيجاد موقع قدم للاستيلاء على الثروات الطبيعية وإنهاك شعوب المنطقة ودولها بعدم الاستقرار وغياب الأمن وجود " فاغنر" تهديد للمغرب ! استقرار موريتانيا استقرار للمغرب .هذه قاعدة تفرض على " الرباط" تحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء هذه الوضعية الجديدة .هذا ما يررده ساسة موريتانيين مقربين من الرباط ،بل يجدون أولى تدخلها لمساعدة بلادهم لردع تهديدات قد تشكل خطرا على الوجود التجاري والاستثماري للمملكة .فهل تتدخل الرباط لحماية مصالحها وخطوط الغاز والتجارة الدولية التي تمر من كامل الاراضي الموريتانية؟ تواجد مرتزقة " فاغنر " قد يشكل تهديدا للجزائر على الرغم من متانة العلاقات الجزائرية الروسية والتي توصف بالاستراتيجية .لكن لغة المصالح قد تتغير .وسلوك المرتزقة لا يمكن التحكم فيه أو فهمه. مع العلم أن الجزائر عانت كثيرا من حرب العصابات وعدم الاستقرار ولا سيما فيما يعرف بالعشرية السوداء. كما أن المناطق الجنوبية للجزائر تنشط خلايا التهريب والمخدرات والجماعات المسلحة . تقاتل " فاغنر " تحت عباءة الجيش المالي .شرعية جديدة للمرتزقة، لتتحول افريقيا لساحة معارك وهيمنة لهذه القوى الخفية التي تقاتل لمن يدفع أكثر مع ما ينتج عن ذلك من عدم غياب للاستقرار وزيادة التوتر وفتح شهية التدخلات العسكرية لدول كبرى ترى في وجود المرتزقة تهديدا لمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. غياب الوحدة المغاربية وانعدام التفاهم حول القضايا الملحة التي مازالت تخلق التوتر بين المغرب والجزائر وضعف البنية الأمنية الموريتانية سيجعل من هذه الأخيرة لقمة سهلة وسائغة أمام لهفة " فاغنر " وداعميها المتسترين تحت غطاء مواجهة التدخلات الأمريكية ودعم " انقلابات " افريقيا على فرنسا.