أثارت واقعة مقتل الشاب بدر بمرآب سيارات مطعم مصنف شهير بمنطقة عين الذياب بالدارالبيضاء، تعاطف العديد من رواد العالم الأزرق "فيسبوك"، عبر رفع وسم "#العدالة_لبدر"، حيث انخرطت العديد من الصفحات الفيسبوكية في حملة للتعريف بقضية بدر، على أمل أن تصير قضية رأي عام. وعن تفاصيل الحادث، اطلعت جريدة أخبارنا على منشور لإحدى الصفحات المحلية، نقلت فيه عن مصادر مطلعة ما حدث لبدر ذو 23 سنة والطالب الباحث في السنة الثانية من سلك الدكتوراه تخصص كهروكيمياء وتوليد الطاقة بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية. سهرة مع الأصدقاء : تلقى بدر دعوة من أحد أصدقاءه المقربين وصديق آخر للمطعم بالوجبات السريعة لأكل وجبة خفيفة، وتمضية وقت سعيد مع البعض قبل أن يشق كل واحد فيهم طريقه نحو أوروبا في الأيام القادمة. أصل الحكاية : حسب المنشور نفسه، فقد نشب نقاش حاد بين بدر وأصدقائه مع 4 شبان آخرين بعد أن اتهمه أحدهم بالتحديق في صديقته، فتطور الأمر للسب والشتم قبل أن يتدخل بعض المرتفقين لفك النزاع ويعود الشباب لإكمال سهرتهم. في مرآب السيارات: في تمام الساعة الرابعة صباحا، أنهى بدر وأصدقاءه سهرتهم وتوجهوا لموقف السيارات التابع للمطعم قصد العودة للمنزل، لكن المفاجأة كانت في انتظارهم، وجدوا شابا قيل أنه مغني الراب، حسب الرواية الفايسبوكية وأصدقاءه يترصدونهم، وما هي إلا ثوان معدودات حتى توجه أحدهم نحوه مباشرة وضربه بأداة راضة على المستوى الرأس، ليسقط مغشيا عليه ويعتدوا على صديقه بشكل وحشي أمام أنظار العامة. مغني راب معروف يشتبه في كونه المتورط الرئيسي في الجريمة : بعد الإعتداء على بدر وأصدقائه، عاد مغني الراب المعروف بأنه "ولد الفشوش" لسيارته الفارهة، سوداء اللون، والتي عمل على تجريدها من لوحات الترقيم الخاصة بها، ودهس رأس الشاب قبل أن يعاود دهسه على مستوى البطن ويلوذ بالفرار. شاهدة مفقودة : حسب نفس الرواية، وبعد نقل جثة الضحية لمستودع الأموات الذي احتشد أمامه مجموعة من أصدقائه، لحقت بهم إحدى الفتيات، وأخبرتهم أنها تتوفر على شريط فيديو يوثق لكل الأحداث التي قامت بالتقاطها بكاميرا هاتفها، غير أنها قامت بإطفاء هاتفها واختفت بعد ذلك بقليل. رواية الأمن: يذكر أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء وبتنسيق ميداني مع نظيرتها بالعيون، زوال اليوم الاثنين 31 يوليوز الجاري، تمكنت من توقيف المشتبه فيه الرئيسي المتورط في قضية الإيذاء والتسبب بشكل عمدي في صدم أحد الأشخاص بواسطة سيارة، مما نجم عنه وفاة الضحية وإصابة مرافقه بجروح. وقد مكنت المعلومات الدقيقة التي وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني للفريق المكلف بالبحث من تحديد مكان المشتبه فيه الرئيسي وتوقيفه بمدينة العيون، بعدما كان قد لاذ بالفرار، مباشرة بعد ارتكابه لهذه الأفعال الإجرامية بمرآب للسيارات تابع لمطعم للوجبات السريعة بمنطقة عين الذئاب بمدينة الدارالبيضاء. وكانت الأبحاث والتحريات التي باشرتها الشرطة القضائية مدعومة بتقنيي الشرطة العلمية والتقنية قد مكنت، بشكل أولي، من تحديد مكان السيارة المستعملة في ارتكاب هذه الجريمة وحجزها بمدينة الدارالبيضاء، قبل أن تقود الأبحاث المتواصلة إلى توقيف المشتبه فيه الرئيسي بمدينة العيون برفقة صهره، الذي يشتبه في ضلوعه في ارتكاب أعمال المشاركة والتستر. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وتوقيف باقي المتورطين فيها، وكذا الكشف عن خلفياتها ودوافعها الحقيقية، والتي ترجح المسارات الأولى للبحث إلى ارتباطها بخلاف عرضي تطور إلى جريمة مكتملة الأركان.