بدون فوازير ولا أُحجيات، إذا قلتُ لكم يا سادة إنها الشعبوية لوكانت رجلا بجبهة عريضة هضم أموال الشعب بغير حق ولا يقين، فستعرفونه دون كثيرِ تخمينٍ ولا عميقِ تفكير.. إنه زعيم المصباح المنطفئ، الذي رغم أنه على عكازته منكفئ، لم تفقده زلاته الكلام ولا وضعت على فمه اللجام. يصيد وحواريوه في المياه العكرة، ويستغلون المناسبات لإثبات الذات رغم أنها صارت عند المغاربة نكرة، عبْر النباح غير المباح والصياح وكذا النواح.. مِن ذلك أنهم عقدوا جَمعهم ولَمّوا شملهم لينددوا بزعمهم بنهي رئيس الحكومة مجموعتَهم الانتقامية وكذا الظلامية، التي لم تصل إلى فريق ورغم ذلك تحاول عبثا إشعال حريق، (نهيه) لهم عن "لْحلقة" ولكنها فيهم خلقة! وما نقموا منه إلا أن قال لشمطائهم أنصتي إليك الجواب، أم طرحت السؤال ووليتِ للغياب. فثاروا كنهج الذباب وليس منهم عاقل يبحث عن مثاب أو صواب، حياتهم عذاب وحضورهم غياب، ورجوعهم إلى الحكومة محض سراب، ومن غيضه شعر زعيمهم شاب وعن غيه ماتاب ولا آب ولا حمل لنفسه المريضة شيئا من عتاب.. رأى المغاربة في مجلس النواب تباكيهم، وقرأوا في بلاغيهم تجنيهم.. ولكنه رقص ديك مذبوح وتمساح ممسوخ وعفريت ممقوت.. مجه الناخبون وعاداه المواطنون، وكالوا له في التعاليق صنوف الشتائم فصار يخبط يمنة ويسرة كالمجنون.. أليس منهم من عاب زيارة وفد أخنوش إلى درعة-تافيلالت، وحسراتهم على ما ضيعوه على الناس في تلك الجهة من منجزات؟ قال لم يأت رئيس الحكومة في الزيارة بجديد، وكأني بهم قضوا ولايتين من حديد وكان سباتُهم من أمدد مديد. لا مشاريع في عهدهم اكتملت، ولا اتفاقات على أيامهم إلا ما يضر الناس وُقعت، ولولا أن للبلاد ملكا من بعد الله يحميها، لكانوا هم حاميها و حراميها.. ثم جاؤوا بالبهتان يرمون من جاء يبنيها وبالمشاريع المهيكلة يحييها، وشهوده من سكانها ومنتخبيها، وجامعاتها وطرقاتها ومشافيها وسدودها وما شُيد من بنى تحتية فيها.. فامْكُروا إخوانَ الشياطين ويمكر الله ومازال يمحقكم فيها، لكنكم لا تستحون رغم أن سوْءاتكم عُرّيت فيها.. فضائحُ العشاق، وسلوكات الفساق، وجُبة النساك.. والله يبدي ما كنتم تكتمون فيها وخبايا السوء في نفوسكم للمغاربة بيديها!