تظاهر مصريون وعاملون بمجال السياحة، الجمعة، أمام المنطقة الأثرية بجنوب القاهرة، احتجاجاً على تراجع حركة السياحة الوافدة. واعتبر رئيس شعبة السياحة والطيران في اتحاد الغرف التجارية المصرية ان السياحة في مصر تسير من سيء إلى أسوأ مع تفاقم الاضطرابات وأعمال العنف في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وأضاف عماري عبد العظيم رئيس شعبة السياحة "السياحة من سيء إلى أسوأ ولن تنهض إلا بالاستقرار. نسب الاشغالات في فنادق القاهرة والأقصر وأسوان تبلغ نحو خمسة بالمئة فقط بينما تستقر بعض الشيء في شرم الشيخ والغردقة". واحتشد الجمعة عدد كبير من المرشدين السياحيين وأصحاب وعمال متاجر الهدايا التذكارية السياحية، بمحيط المنطقة الأثرية لأهرامات الجيزة، احتجاجاً على تراجع حركة السياحة الوافدة إلى البلاد وقلة مداخيلهم بفعل ذلك التراجع. وردَّد المحتجون هتافات "السياحة رزق أولادي .. خير ليا ولبلادي"، "يا مرسي قول الحق .. السياحة ماتت ولا لا". وطالب الكثير منهم بتوفير منحة بطالة وتحسين الامن المتدهور. وادى تدهور الحالة السياحية باسوان وعزوف السائحين عن زيارة المدينة الى تدهور الاوضاع المادية للمرشدين السياحيين، وهو مادفعهم في وقت سابق الى وقفة إحتجاجية لعرض مطالبهم على المسئولين خشية من استمرار سوء الوضع. وطالب المرشدون بصرف اعانة بطالة لحين عودة السياحة وبتفعيل قرارات وزير السياحة الخاصة بدفع يوميات العمل ووقف عمل المرشدين الاجانب. وتتوقع مصر ارتفاع ايرادات السياحة أكثر من الثلث في العام المقبل اذا تحسنت الاوضاع الامنية بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير/شباط والاضطرابات السياسية التي أعقبتها ودفعت السياح للرحيل. وكانت السياحة تشكل أكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي قبل هذه الاضطرابات ويعمل بها نحو ثمن القوى العاملة في البلاد. وتعد السياحة مصدرا رئيسيا للعملة الاجنبية في البلاد ويقول محللون ان المشكلة الاكثر الحاحا في مصر هي تراجع الاحتياطيات الاجنبية مع انخفاض ايرادات السياحة والتصدير بسبب الاضطرابات وخروج رؤوس الاموال. وثارت الشكوك حول مستقبل السياحة في مصر مع انتقال جماعات إسلامية كانت محظورة في عهد مبارك إلى قلب الحياة العامة في مصر وهو ما توج العام الماضي بفوز جماعة الاخوان المسلمين في أول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر. وقال عماري "شركات السياحة قد تجبر على تسريح العاملين لديها إذا استمرت السياحة على هذا الحال. الشركات تعمل بالخسارة الآن وموسم العمرة والحج هو الأمل الوحيد لتعويض بعض الخسائر. هناك فنادق كبيرة معروضة للبيع الآن وكذلك مراكب سياحية عائمة".