رغم أن المنتخب الجزائري فشل في التأهل إلى مونديال قطر، وانتهت القصة منذ شهور، إلا عددا كبيرا من جيراننا في الجارة الشرقية، لم يبتلعوا بعد مرارة إقصائهم المذل أمام المنتخب الكاميروني، بدليل ما يقومون به من حركات استفزازية تزامنا مع هذا العرس الكروي العالمي، والتي تنم عن حقد دفين يسيطر على تفكيرهم بشكل مطلق. فمنذ انطلاق فعاليات مونديال قطر، يتابع العالم بشكل مستمر، تصرفات غريبة، تصدر عن جماهير جزائرية، حلت بقطر، لا لشيء غير محاولة بث نعرات الفتنة، في محاولة لتغذية حقدها الدفين على دول أخرى نجحت في تحقيق التأهل عن جدارة واستحقاق، من قبيل المغرب، الكاميرون والسعودية.. وقد تابع الكل كيف اقتحم جزائري تجمعا لجماهير سعودية، كانت تقدم تصريحات صحفية، وعمد إلى انتزاع الميكروفون وهو يصيح: "وان تو تري.. فيفا لالجيري"، قبل أن يصرخ في وجه جمع من الأشقاء السعوديين قائلا: "إن شاء الله الأرجنتين غدي تربحكم ب7/0"، وسط ذهول كل من تابع هذا التصرف الصبياني، الذي لا يمت بصلة للعروبة ولا الإسلام ولا حتى الروح الرياضية.. المشهد ذاته تكرر مرات عديدة مع مشجعين مغاربة، حيث يصر مشجعين جزائريين على استفزازهم بشتى الطرق، إما عبر محاولة طمس العلم المغربي، ورفع علم الجزائر قبالته، أو عبر "حشيان الهدرة" في كل مناسبة ولحظة توثق عبر عدسات الصحافة الدولية الحاضرة بقطر. مسلسل الاستفزازات هذا لم يقف عند هذا الحد، ولم يسلم منه أحد، حيث أظهرت مقاطع فيديو، مشجعين جزائريين يرتدون أقمصة "الزليج" المغربي، خلال مقابلة الأسود الأولى ضد كرواتيا، وهو ما يفسر أن كل ما جرى ذكره من معطيات، لم يكن حادثا عرضيا أو حتى انفعالات وتصرفات فردية، بقدر ما هي خطة باتت واضحة، يبدو أن نظام العسكر الحاكم في الجارة الشرقية من يتحكم في خيوطها عن بعد. ولعل آخر هذه شطحات "الديك المذبوح"، محاولة صحافي جزائري، استفزاز مدرب المنتخب الكاميروني خلال الندوة الصحفية الخاصة بمواجهة منتخب سويسرا، بعدما واجهه بسؤال خارج السياق، وقال له أن المنتخب الكاميروني لا يستحق التأهل إلى المونديال. وعموما، فقد أدرك الأشقاء في كل الدول العربية المشاركة في مونديال قطر، حجم المعاناة التي ظل المغاربة يتجرعونها لسنوات في صمت، نتيجة الحملات العدائية التي يقودها نظام الكابرانات ضد المغرب باستمرار، عبر تسخير كل ما أوتي من إمكانات مادية وبشرية لضرب صورة جيرانهم في المملكة.