أكد الكاتب الصحفي طالع سعود الأطلسي أن الحقد على المغرب يستبد بالنظام الجزائري، الذي " حجب عنه معاينة التحولات في الأوضاع العالمية، وما أدت إليه أو نتج عنها من مفاهيم ومعايير جديدة لتدبير الدول وإدارة علاقاتها الخارجية. وأوضح في مقال يحمل عنوان " سيرك النظام الجزائري … المفجع " نشر اليوم الثلاثاء على الموقع الإلكتروني "مشاهد 24"، أن العالم حول الجزائر تغير واتجه إلى تشكيل جديد لأوضاعه، وإلى ترتيب آخر لدوله ولتكتلاتها ولتصنيفاتها ولجاهزيتها للتموقع، المفيد في خارطته الجديدة، السياسية والاقتصادية. غير أن النظام الجزائري، يضيف الكاتب، " مقيم في مفاهيم ماضي أوضاع العالم… والمغرب توغل في مسالك المستقبل… وذلك ما يغيض جنرالات الجزائر… ويغيضها أكثر أنها "تفاجئ" بعزلتها في الأوضاع العالمية الجديدة… النظام عطل فيه مجسات التوقعات، وبالتالي الموجهات الإستراتيجية للتعاطي مع متغيرات العالم، في المحيط القريب ذي التأثير المباشر ". ويرى السيد سعود الأطلسي أنه في الدائرة العالمية الأوسع والتي تنتج تحولاتها موجات أو هزات ارتدادية ترج نظاما ضعيف المناعة كما هو النظام الجزائري، توالت الأحداث الدالة على التحولات العالمية، مسجلا أنه" ليس في النظام العسكري من يقرأها ويرتب عليها تفاعلات سياسية، تقيه هذه العزلة الموحشة التي وجد نفسه فيها، وغذاؤه فيها حقده على المغرب". وأبرز أن الحكم الذاتي الذي كان المغرب قد بادر به، من موقع معادلة قوة الحق الوطني بمرونة الواقعية السياسية، " يتيح انسحابا مشرفا للجزائر من منازعتها في مغربية الصحراء"، مشددا على أن هذه المبادرة تتجاوب مع مرجعيات التحولات السياسية العالمية والتي تغلب الحلول السياسية للنزاعات الإقليمية، وهو ما رفضته الجزائر، واستمرت تتاجر مرة وتتسول مرة أخرى بالوهم الانفصالي. غير أن بضاعتها (الجزائر) كسدت وفسدت، يؤكد الكاتب، " والأرض من حولها اهتزت بهذا التجاوب الدولي والنوعي مع مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية "، مشيرا في هذا الصدد إلى الولاياتالمتحدة، ألمانيا وأخيرا، اسبانيا، وهو الحدث الذي نسف ما بقي من مخابئ أوهام لدى النظام الجزائري. وقال إن " الاعترافات بالحق المغربي وبالحل المغربي تراكمت كما ونوعا مع اعترافات كل دول الخليج العربي، مصر، العراق، عدة دول افريقية، دول مجموعة الكرايبي… وأيضا فرنسا، التي تبنت المقترح المغربي ورافعت من أجله في مجلس الأمن لسنوات… وعدة دول أوربية أخرى، مرشحة للتعبير عن اسنادها للمقاربة المغربية السلمية… خاصة وأن أوروبا ستجد نفسها متوجهة نحو إفريقيا، في ما يشبه ضرورة الوجود، على إثر وقائع العمليات العسكرية في أوكرانيا، وتداعياتها الاقتصادية عليها… والمغرب أكثر تأهيلا سياسيا واقتصاديا لاستقطاب التوجه الأوروبي نحو إفريقيا ". وذكر طالع سعود الأطلسي بقرار مجلس الأمن الأخير في أكتوبر الماضي والذي يعلن رسميا الحكم الذاتي كمرجعية للمقاربة العالمية لقضية الصحراء المغربية، بمفرداته ومنطلقاته، مشيرا إلى أن ذلك " دفع النظام الجزائري إلى التيه ووضعه في عزلة، أججت "جنونه"… ونمت شعوره بانخفاض في قيمته في المحافل الدولية ".