هل يعقل أن تظهر حركة شبابية في الذكرى الثانية للثورة المصرية و ترتدي ألبسة موحدة و أقنعة سوداء و تقوم بأعمال شغب منظمة ، و إحراق لمؤسسات الدولة ، هل يعقل أن تكون هذه الحركة عفوية و وليدة المرحلة ؟ و هل الشباب المصري المتحضر الذي قام بأنجح ثورة في تاريخ البشرية يمكن أن يلجأ إلى العنف لاسترجاع حقوقه أو التعبير عن رأيه؟ أليست مثل هذه الحركات أدوات تحركها جهات معينة لا تريد الخير لمصر؟ أتحدث طبعا عن ما يسمى حركة "البلاك بلوك " التي تصدرت المشهد السياسي المصري في الذكرى الثانية للثورة المصرية ، حيث يدعي أصحابها أنهم يسعون إلى القصاص ، و استرجاع الثورة المسروقة على حسب زعمهم، و لتحقيق أهدافهم ينهجون أسلوب العنف و الشغب و قد رفعوا شعار : " قصاص أو فوضى " و طبعا لم يكتفوا بالتهديد بل انتقلوا إلى مرحلة التنفيذ حيث حرقوا مجموعة من مقرات الإخوان و احتلوا بعض مؤسسات الدولة مستعملين الخراطيش و المولوتوف و هي نفس الوسائل التي استعملت في السابق لقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ، كل هذا الهيجان و الجنون يدخل ضمن مسلسل المحاولات المستمرة و الحثيثة لإسقاط الشرعبة الديموقراطية . من الذي يحاول زعزعة أمن مصر ؟ يبدو من خلال تقصي الحقائق أن هذه الحركة المجهولة تسعى إلى إسقاط النظام الجديد و تلتقي في أهدافها مع ما يسمى ب " جبهة الإنقاذ الوطني " التي أعلنت عبر ناطقها الإعلامي أنها مستمرة في الميادين حتى استرجاع الثورة المسروقة . لماذا شاركت " جبهة الإنقاذ الوطني " في الانتخابات و في الاستفتاء على الدستور إذا كانت لا ترضى بنتائج الصندوق ؟ و هل هذه هي الحرية و العدالة الاجتماعية التي ينادي بها هؤلاء العلمانيون و الليبراليون الفاقدون للحس الوطني ؟. الخلاصة التي يمكن الخروج بها فى 25 يناير 2013 هي أنه إذا كانت قدرة الإخوان على إدارة الدولة ضعيفة و لم ترقى إلى مستوى الطموح الشعبي لحد الآن - رغم أنهم لم يمضي على حكمهم سوى شهور قليلة - فإن معارضيهم يقولون للشعب المصري بأنهم سيكونون أكثر همجية وفوضوية وبلا منهج متحضر وعلى الشعب المصري أن يختار الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب القادمة لأن البديل جاهل ولا يعترف بقواعد اللعبة الديموقراطية و همه الوحيد هو الوصول إلى السلطة ولو كان على حساب وطن بقيمة مصر.