تعتمد البلدان في كل أنحاء العالم بشكل متزايد على التطعيم لتجنب الشلل الاقتصادي، فيما أعلنت العديد منها تخفيف تدابير عزل المرضى وعائلاتهم، لمواجهة انتشار المتحور "أوميكرون" الذي أدى إلى ارتفاع هائل في عدد الإصابات بكوفيد-19. وكان لانتشار "أوميكرون"، المتحور شديد العدوى، وما نجم عنه من توقف عن العمل وحجر صحي، ثمن باهظ، وإن لم يكن تسارع ارتفاع الاصابات مصحوباً، في الوقت الحالي، بزيادة في الوفيات. ومنذ ظهور الفيروس في كانون الأول/ديسمبر 2019، تسبب الوباء في وفاة أكثر من 5,4 ملايين شخص في العالم، وفقاً لتعداد لوكالة فرانس برس. وتأتي أوروبا، البؤرة الرئيسية للوباء حالياً، في طليعة المناطق المعنية، مع رصد 4,9 مليون إصابة، أي بزيادة 59 في المئة عن الاصابات الجديدة التي سجلتها الأسبوع الماضي. وبلغ العدد الإجمالي للمصابين في القارة أكثر من 100 مليون منذ كانون الأول/ديسمبر 2019. وفي ألمانيا، حيث تم تشديد التدابير مؤخراً، أعرب وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ عن قلقله بشأن غير المطعمين في ظل تفشي "أوميكرون". وناشد لاوترباخ غير المطعمين بتلقي اللقاح، وأضاف قائلاً: "كثير من غير المطعمين لديهم الشعور بأن القطار فاتهم على أي حال. هذا غير صحيح!". ودعا لاوترباخ، وهو طبيب وعالم فيروسات معروف، مجدداً لارتداء الكمامات، وقال: "الحمل الفيروسي للمصابين يكون أقل لدى المصابين بأوميكرون، لذا تتمتع الكمامات بتأثير أفضل. يتعين علينا ارتداء كمامة عند الالتقاء مع أشخاص آخرين". وعلى الطرف الآخر من المحيط الاطلسي، قال كبير مستشاري مكافحة الأوبئة في الولاياتالمتحدة أنتوني فاوتشي الأحد إن منحنى الإصابات شهد "ارتفاعاً شبه عموديّ" واصفاً معدل الإصابة المتصاعد بأنه "غير مسبوق"، مع تسجيل ما معدله 400 ألف إصابة جديدة يومياً. والأحد، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مصاب بكوفيد-19 لكن أعراض المرض التي يعانيها "خفيفة"، مشيراً إلى أنه سيمكث في الحجر الصحّي في منزله على مدى الأيام الخمسة المقبلة. جرعة رابعة في إسرائيل! من جانبها، بدأت إسرائيل الإثنين (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2022) بتلقيح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً والعاملين في مجال الصحة بالجرعة الرابعة ما يجعلها من أولى الدول التي قامت بذلك. وفي الصين التي تتبع سياسة "صفر كوفيد"، أعلنت السلطات أنها أقالت مسؤولين كبيرين في شيان بعد ظهور بؤرة لكوفيد-19 في المدينة الواقعة في شمال البلاد، من أجل "تعزيز عمل الوقاية والسيطرة على الوباء" في المنطقة. وفي فرنسا، ينظر النواب الاثنين قبل أعضاء مجلس الشيوخ الأربعاء في مشروع قانون يحّول الشهادة الصحية المعتمدة حالياً الى شهادة لقاح. ويفترض أن يدخل القانون "الذي يشدد أدوات إدارة الأزمة الصحية" والذي ليس هناك أي شك في اعتماده رغم الأجواء المتوترة، حيز التنفيذ في 15 كانون الثاني/يناير. ومع تسجيل الإصابات مستويات قياسية في الآونة الأخيرة مع 200 ألف إصابة يومياً، رغم معدل تلقيح يبلغ حوالي 90% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، تريد باريس تشديد الضغط على غير الملقحين. ولن يتمكن هؤلاء بعد الآن من حضور نشاطات ترفيهية أو ارتياد المطاعم والحانات أو وسائل النقل العام العاملة بين المناطق. من جهتها، قررت سويسرا وإسبانيا والأرجنتين والبرتغال الأسبوع الماضي خفض عدد أيام الحجر الصحي من أجل تخفيف أثره على النشاط الاقتصادي. جنوب إفريقيا "تجاوزت الذروة" وبهدف الحد من الغياب وتجنب حصول نقص، قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتباراً من الإثنين الماضي خفض مدة الحجر الموصى بها من عشرة أيام إلى خمسة للأشخاص المصابين بكوفيد، شرط ألا تكون إصابتهم مصحوبة بأعراض. وألغت جنوب إفريقيا التي اعتبرت انها تجاوزت ذروة موجة "أوميكرون"، في 31 كانون الأول/ديسمبر حظر التجول الليلي الذي كان سارياً منذ 21 شهراً. لكنّ دولاً أخرى فرضت قيوداً صحية أو أبقت عليها، مثل هولندا التي أعادت فرض إغلاق لمدة أسبوع قبل الميلاد. وتظاهر آلاف الأشخاص الأحد في أمستردام احتجاجاً على هذا الإجراء فيما أعلنت الشرطة توقيف 30 شخصاً لإخلالهم بالأمن العام. وفي دليل على التداعيات التي يخلفها المتحور "أوميكرون"، شهدت حركة الملاحة الجوية اضطرابات عدة مع إلغاء رحلات بسبب نقص الموظفين أو المصابين بكوفيد-19 أو بسبب حالات مخالطة في الحجر الصحي. والأحد، يوم العودة من عطلة الأعياد، تم إلغاء أكثر من 2500 رحلة في الولاياتالمتحدة بسبب العاصفة "فريدا" وكذلك الاضطرابات في حركة الملاحة المرتبطة بانتشار "أوميكرون". ويبقى الوضع معقداً الاثنين، أول يوم عمل في العام 2022، مع إلغاء أكثر من ألفي رحلة.