ابتداءً من اليوم الخميس، من المرتقب أن تشهد بعض المواد الاستهلاكية ارتفاعا في الأسعار، تزامنا مع الدعوات المتكررة إلى مراقبتها، والأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات اقتصادية أزّمت وضعية الكثير من شرائح المجتمع المغربي. هذه الزيادة، التي شرع نشطاء "فيسبوكيون" في الحديث عنها منذ ليلة أمس، تارة من باب التهكم، وتارة أخرى من أجل التنديد بهذا الوضع الاقتصادي الصعب، (هذه الزيادة) ستشمل أسعار مادة الزيت والزبدة وبعض مواد التنظيف والمشروبات الغازية. وفي هذا السياق، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن "الفقيه اللي نتسناو باركاتو دخل الجامع ببلغتو"، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي توسم المواطنون خيرا في حكومة عزيز أخنوش، اصطدموا بارتفاع واضح في الأسعار". وزاد الخراطي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "الفاعلين الاقتصاديين يفعلون ما يشاءوا دون حسيب ولا رقيب، والدليل ما بلغته الأسعار من مستويات قياسية لم يسبق لها أن وصلته في تاريخ المغرب"، موضحا أن "مديرية الأسعار لم تحرك ساكنا مع هذا الارتفاع الصاروخي الذي يلهب جيوب المواطنين". رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تابع بالقول إن "تبرير هذه الزيادة بالتقلبات الدولية غير مقبول، على اعتبار أن الزيادة التي تشهدها بعض المواد في دول أخرى أقل من التي تعرفها الأسعار على الصعيد الوطني"، لافتا إلى أن "السوق المغربية تعيش على وقع فوضى عارمة يتسبب فيها وسطاء يستفيدون من هذا الوضع الذي يثقل كاهل الأسر المغربية، لاسيما الفقيرة منها".
وشدد الخراطي على أن "الحكومة تجهل ما يحصل في السوق الوطنية"، مؤكدا أن "ندرة المواد الأساسية تسهم في ارتفاع سعرها وثمنها، وهنا يبدأ الخوف يدب في نفوس المواطنين"، موردا أن "ما يعرض على التلفاز لا ينطبق على أرض الواقع"، خالصا إلى أن "سعر البترول دوليا بدأ ينخفض؛ بيد أنه لا تأثير له على الصعيد الوطني".