منطقة دكالة، التي تضم إقليمي الجديدة وسيدي بنور، هي من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب عامة، وجهة الدارالبيضاءسطات خاصة، حيث تساهم بنسبة مهمة في الإنتاج الوطني من سلاسل اللحوم الحمراء والخضر والحبوب والحليب. وشهدت سلسلة إنتاج الحليب في المنطقة خلال السنوات الأخيرة تطورا مهما، حيث وصلت الكمية المنتجة حاليا إلى 380 مليون لتر سنويا، بارتفاع بنسبة 90 % مقارنة مثلا مع إنتاج سنة 2008، تاريخ إطلاق مخطط المغرب الأخضر. ويساهم قطاع الحليب بدكالة ب 18 % في الإنتاج الوطني و58 % في إنتاج جهة الدارالبيضاءسطات، التي ينتمي إليها الإقليمان معا، علما أن 85 % من هذه الكمية تنتج بالمدار السقوي. وأكد عبد العزيز أوعقا نائب المدير الجهوي للفلاحة بالجهة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "أن هناك عدة عوامل تساهم في الرفع من الإنتاجية، منها توفر المنطقة على قطيع مهم من الأبقار الحلوب المستوردة ووجود مدار سقوي مهم يوفر الكلأ والأعلاف، إضافة إلى وجود متخصصين في التلقيح الاصطناعي، (إنجاز 31 ألف عملية تلقيح إلى متم أبريل الماضي). وأضاف المصدر نفسه، أن معدل الإنتاج السنوي من الحليب لكل بقرة هو 3700 لتر (4500 لتر بالمنطقة المسقية ، و2900 لتر في المنطقة البورية). وأشار إلى أن وجود أربع وحدات تحويلية بالمنطقة، ساهم بشكل كبير في التسويق الجيد لمادة الحليب المقدرة ب 257 مليون لتر، أي 68 % من الكمية المنتجة، مقارنة مع 40 % فقط منذ العشر سنوات الماضية. وحرصت المديرية الجهوية للفلاحة، في إطار برنامج مخطط المغرب الأخضر، على برمجة تعميم عملية التلقيح الاصطناعي على نطاق واسع، وتعميم عملية ترقيم الماشية، وإدخال سلالات جديدة من الماشية أكثر إنتاجية للحليب واللحوم الحمراء، فضلا عن المساهمة في خلق وحدات لإنتاج الأعلاف. ومعلوم أن قطاع الحليب يشغل عددا كبيرا من العمال موزعين بين فلاحين ومتعهدي النقل وملقحين وعمال ضيعات. ويصل عدد المنتجين إلى 24.214 منتجا منظمين في 320 تعاونية، فيما يصل عدد المراكز الخاصة بتجميع الحليب إلى 515 مركزا. وصرح عبد العزيز لطيفي رئيس تعاونية العثمانية بسانية بركيك بدائرة الزمامرة، في تصريح مماثل، أن أغلب المنتجين ينتمون إلى جمعيات محلية لتربية الأبقار والتي تعمل تحت لواء فيدراليات جهوية ووطنية. وتعمل هذه الهيئات المهنية تحت إشراف اللجنة التقنية الجهوية للحليب، التي تشكل منصة للتشاور والتأطير والمواكبة لتنمية وتطوير قطاع الحليب، الذي يوفر 3.4 مليون يوم من العمل. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة الخاضعة لنفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة (ORMVAD)، معروفة منذ القدم بتربية الأبقار الموجهة لإنتاج الحليب والتسمين. وتعتبر إحدى أهم الركائز الفلاحية بجهة الدارالبيضاءسطات، لتوفرها على 323.757 هكتار صالحة للزراعة أي 26 % من مساحة الجهة منها 96 هكتارا توجد بالمدار السقوي. وتشكل سلسلة الإنتاج الحيواني بهذه المنطقة قاطرة للتنمية المحلية، حيث عرفت تطورا ملحوظا خلال العشرين سنة الماضية، سيما وأنها تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، خصوصا في مادتي الحليب واللحوم الحمراء. وأسهم هذا القطاع الحيوي في إعطاء قيمة مضافة للنسيج الاقتصادي من خلال الرفع من المردود المادي للمنتجين وخلق مناصب شغل قارة ومؤقتة.