رسالة واضحة جدا تلك التي وجهها الجيش المغربي للبوليساريو وكل من يعمل على دعمها أول أمس الثلاثاء، من خلال العملية النوعية غير المسبوقة التي نفذها سلاح الجو، والتي أسفرت عن مقتل الداه البندير، قائد ما يعرف بجهاز الدرك الصحراوي، وعدد آخر من كبار مساعديه، رسالة مفادها أن قواعد اللعبة بالمنطقة قد تغيرت، وأن المغرب لن يسمح أبدا بأي تحرك من شأنه أن يهدد سلامة جنوده وأمن اقاليمه الصحراوية. فلأول مرة في مواجهته لإرهاب مرتزقة البوليساريو، قامت القوات المسلحة الملكية باستخدام طائرة بدون طيار جد متطورة، تم توجيهها عن بعد، من أجل استهداف قوة مسلحة تابعة للبوليساريو، قامت بمناوشات ضد العناصر المغربية نواحي تفاريتي، حيث تم تعقبها باستخدام آخر وسائل الرصد التكنولوجية، وقصفها صاروخيا عبر "الدرون"، في ضربة جد مركزة ومدمرة، فاجأت المرتزقة، وجعلت ما تبقى منهم على قيد الحياة ينتشرون في المنطقة العازلة بشكل عشوائي مثل الجرذان. القوات المسلحة المغربية أظهرت في عملية الثلاثاء حزما شديدا، إذ أن أي محاولة للاقتراب من الجدار الرملي المغربي الدفاعي من الآن فصاعدا من طرف المرتزقة، ستكون نهايتها معروفة، كما أن تتبع فلول المعتدين واستهدافهم في قلب المنطقة العازلة أصبح أمرا واقعا، وهو ما سيجعل إرهابيي البوليساريو يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على إحدى مناوشاتهم الاستعراضية في قادم الأيام.