لقد أصبح الأمر رسمياً؛ تم تعيين توماس توخل، الذي أقيل من نادي باريس سان جيرمان في نهاية العام الماضي، كمدرب لتشيلسي. ولا يزال اضطرار توخل لخلع قبعته في باريس سان جيرمان لغزاً، إذ لا يمكن أن يكون حقاً بسبب عدم نجاحه في وظيفته، فقد تمكن من قيادة الفريق للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. فما حققه توخل مع النادي الباريسي قد يكون سبباً دفع تشيلسي إلى توظيفه كمدرب ل "البلوز". عرش كرة القدم الأوروبية يطمح ألكسندر أبراموفيتش - الملياردير الذي يمتلك تشيلسي منذ عام 2003 - بتربع ناديه على عرش كرة القدم الأوروبية مرة أخرى. فرغم فوز الفريق في دوري الأبطال الأوروبي للمرة الأولى والوحيدة عام 2012، وتحقيقه الانتصار في الدوري الأوروبي عام 2019، وحصوله على لقب البطولة الإنجليزية عام 2017، إلا أن النادي يحتل حالياً المرتبة التاسعة فقط بالدوري الأنجليزي. ويأمل تشيلسي أن يغير المسار والاستفادة من التعاقدات والأموال الطائلة التي أنفقها في الصيف المنصرم للتعاقد مع لاعبين مثل الألمانيين تيمو فيرنر وكاي هافيرتز، ولتحقيق هذا الهدف فقد يكون توخل هو المفتاح السحري لذلك. إذ يُعرف، بطاقته العالية، وقدرته على تحفيز الفريق وبعث أجواء أريحية بين اللاعبين، وبراعته في خطط الهجوم، الأمر الذي جعله مدرباً أوروبياً كبيراً، كما وصفته صحيفة "ذا ميرور" البريطانية. ويتوقع أن يتمكن توخل من تغيير نهج سلفه لومبارد، من خلال الاعتماد على اللعب الذى يتسم بالضغط القوي وكرة القدم الهجومية السريعة التي من المحتمل أن تكون المعيار الجديد- على الأقل نظرياً- لفريق تشيلسي على ملعبه ستامفورد بريدج. مدرب "شبابي" أحد الأسباب الرئيسية لاختيار تشيلسي توخل؛ هو سجله في العمل مع اللاعبين الشباب وهذا يتناسب مع الجيل الجديد من اللاعبين القادمين إلى النادي، كما تذكر "ذا ميرور"، فقد أسس مسيرته المهنية أثناء عمله كمدرب للشباب في ألمانيا في أندية منها شتوتغارت وأوغسبورغ قبل أن يكسب فرصته في ماينز، واكتسب سمعة طيبة في ماينز وبوروسيا دورتموند لاحتضان اللاعبين الشباب، والعمل عن كثب مع الأكاديمية. بالإضافة إلى أن تشيلسي يبدو الآن خياراً مثالياً لتوخل، فبحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، فإن الفريق يفيض بلاعبي هجوم مميزين، أمثال هافيرتز، وفيرنر، وزييش، وبوليسيتش، وأودوي، وماونت، وأبراهام، الذين لم تأت أفضل سنواتهم بعد، والذين لم يلعبوا بالقدر الكافي، بالإضافة إلى لاعبي دفاع جيدين، مثل كينتي وكيفوفتش بالاضافة إلى المخضرم البرازيلي سيلفا، وهذه التشكيلة تعتبر معادلة مهمة قد تلهم المدرب الجديد لتحقيق أحلام إدارة تشيلسي. تكوين ألماني لعبت جنسية توخل الألمانية دوراً في هذا، إذ رغب نادي تشيلسي بتوظيف مدرب يمتلك خبرة ألمانية في تكوين اللاعبين، ليحاول احتواء التأثير الألماني المتزايد في "غرف تبديل الملابس"، إضافة إلى ذلك؛ فقد عمل توخل مع كريستيان بوليسيتش في دورتموند، بينما يعرفه المدافع البرازيلي تياغو سيلفا من باريس سان جيرمان، وهذا يعني أنه قد يمتلك قدرة للتحكم باللاعبين وإدارة دفة لعبهم بكل أريحية. وهذا ما أكدته صحيفة التيلغراف البريطانية، إذ أن أبراموفيتش اختار توخل لأنه مدرب ألماني، ويعرف جيدا قدرات اللاعبين الألمان في الفريق، وكيف يستفيد من مواهبهم، بدلاً من جلوسهم على دكة البدلاء، مثل الألماني كاي هافيرتز الذي أنفق النادي حوالي 70 مليون يورو من أجل التعاقد معه. ويكمن التحدي أمام توخل في تحقيق أهداف مالك النادي أبراموفيتش ومديرته الرياضية القوية مارينا غرانوفيسكايا صاحبة القرار في التعامل مع سوق اللاعبين، وكونه يأتي بعد لائحة ذهبية من المدربين العمالقة على غرار الإيطالي كارلو أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو اللذين لن ينجيا من مقصلة الملياردير الروسي، فقد أقيل أنشيلوتي مثلا بعد موسم من احرازه ثنائية محلية. وسار الأسطورة فرانك لامبارد، أفضل هداف في تاريخ النادي، على خطاهم بعد 18 شهرا فقط من توليه مهامه.