اقترب العلماء خطوة جديدة من حقنة عالمية يمكن أن تحمي من سلالات الإنفلونزا التي لا تعد ولا تحصى، بعد أن أظهرت التجارب البشرية أنها حفزت إنتاج الأجسام المضادة التي تحارب بروتينات فيروس الإنفلونزا المرتفعة، وتمنعها من غزو الخلايا ونشر العدوى. يعمل اللقاح بتحفيز استجابة مناعية ضد جزء من البروتين الشائك للفيروس يدعى الساق، والذي يستخدمه لغزو الخلايا. ونادراً ما يتغير هذا الجزء من البروتين في سلالات الفيروس المختلفة، على عكس "رأس السنبلة" الذي يختلف في السلالات، ما يعني أن اللقاح الذي يحارب "الساق" يمكن أن يوفر مناعة واسعة النطاق وطويلة الأمد ضد معظم سلالات فيروس الإنفلونزا. وفي دراسة أجريت على لقاح الإنفلونزا الشامل، نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن"، طعم باللقاح 65 بالغاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 39 عاماً. وطعم المشاركون بحقنتين من اللقاح التجريبي الذي ركز على "ساق" بروتين سبايك، بفاصل ثلاثة أشهر. وأخذت عشر عينات من الدم لمعرفة إذا كان لا يزال لديهم أي أجسام مضادة ضد مئات سلالات الفيروس. وكتب فريق من كلية ماونت سيناي للطب بنيويورك "تبين أن اللقاح آمن، وأدى إلى استجابة مناعية واسعة وقوية ودائمة. وتشير النتائج إلى أن اللقاح يحمي المرضى على نطاق واسع من فيروسات الإنفلونزا". من جهته قال البروفيسور فلوريان كرامر، من كلية ماونت سيناي للطب، الذي قاد الدراسة إن "اللقاح ضد فيروس الأنفلونزا الذي ينتج عنه مناعة واسعة من المرجح أن يحمي من أي نوع فرعي أو سلالة من فيروس الأنفلونزا المستجد، وسيعزز بشكل كبير استعدادنا للوباء، وتجنب المشاكل في المستقبل مع أوبئة الأنفلونزا" وأضاف البروفيسور كرامر: "لقاح الهيماغلوتينين الذي نقدمه يعد تقدما كبيرا مقارنةً مع اللقاحات التقليدية التي غالبا ما تكون غير متطابقة مع سلالات الفيروس المنتشرة، ما يؤثر على فعاليتها". وحسب العلماء، إذا ثبت أن الاستجابة المناعية والحماية واسعة وطويلة الأمد، فقد يعني ذلك أن اللقاحات قد لا تحتاج إلى تحديث كل عام وأن التطعيم وتعزيز التطعيم يمكن أن يكون بشكل أقل بكثير مما يحدث مع الجيل الحالي من اللقاحات ضد الأنفلونزا، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.