وجد العلماء عظاماً في كهف بلغاري تشير إلى أن "الإنسان العاقل" (هوموسابينس) ربما وصل إلى أوروبا قبل آلاف السنين مما كان يعتقد سابقًا، في وقت كانت فيه المنطقة موطنًا للإنسان البدائي "نياندرتال" لفترة طويلة. وتم العثور على خمس أحفوريات وأربع قطع عظمية وأسنان في كهف باتشو كيرو البلغاري، وفقاً لدراستين نُشرتا يوم الاثنين (11 أيار/مايو). وتُظهر الاختبارات التفصيلية للكربون المشع والحمض النووي أن العظام تنتمي تشريحياً لأربعة من نوع "الإنسان العاقل"، ويعود أقدمها إلى حوالي 46000 سنة. كما تم العثور على مجموعة من القطع الأثرية، التي يعتقد أنها من صنع البشر. وتشمل هذه الآثار المعلقات المصنوعة من أسنان الدببة الكهفية، التي يبلغ عمرها حوالي 47000 سنة. وتشبه هذه المعلقات تلك التي صنعها "نياندرتال" في أوروبا الغربية في وقت لاحق، مما يشير إلى أنهم اعتمدوا جوانب الثقافة البشرية في ذلك الوقت. ويعتقد الباحثون أن جنسنا البشري جاء من أفريقيا. كانت أوروبا آنذاك معقلًا للإنسان البدائي "نياندرتال" الذي سكن القارة منذ آلاف السنين. يقول جان-جاك هوبلين، المؤلف الرئيسي لإحدى الدراستين، ومدير قسم التطور البشري في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، إن الإنسان العاقل و"نياندرتال" تشاركوا القارة لمدة 7000 عام تقريباً. الجدل حول نياندرتال من جانبها تقول عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة نيويورك والمشاركة في الدراسة، شارا بيلي: "إن دليل الحمض النووي الآن يضمن أن النياندرتال وهوموسابينس (الإنسان العاقل) تفاعلوا عندما اتصلوا ببعضهم البعض. وفي بعض الأماكن ربما تكون هذه التفاعلات "ودية"، بسبب عدم وجود كلمة أفضل". إن سبب انقراض الإنسان البدائي "نياندرتال" محل جدل كبير. أحد الاحتمالات هو أن جنسنا قد قضى عليه بعد آلاف السنين من التفاعل، بما في ذلك التزاوج الذي ترك علامة لا تمحى على الجينوم البشري. يقول هوبلين: "من وجهة نظري، اختفى إنسان نياندرتال من أوروبا بسبب التنافس مع جنسنا البشري. لكن هذا لم يحدث بين عشية وضحاها".