تكثر الأسئلة عن كيفية انتشار فيروس كورونا، ويزيد معها القلق من الإصابة به. هل هو على أغلفة المواد الغذائية؟ على مقابض الأبواب؟ هل ينتشر عن طريق السعال والعطاس فقط أم أن هناك طرق أخرى؟ يحاول العلماء حول العالم الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، ومع كل دراسة جديدة تظهر معلومات عن الفيروس تساعدنا على فهمه بطريقة أفضل. واقعة محيرة في الصين اكتشف علماء سلسلة محيرة من العدوى في مطعم بمدينة غوانزو جنوبي الصين، حيث ثبت إصابة عشرة أشخاص بفيروس كورونا المستجد بعد زيارتهم لهذا المطعم، بالرغم من أنهم ليسوا من أفراد عائلة واحدة و لم يختلطوا أو يجلسوا على المائدة نفسها. ولاحظ العلماء أن المطعم ليس به نوافذ، ويستخدم مكيفات الهواء لتهوية طوابقه الخمس بحسب ما نقل موقع "InFranken.de". يرجح العلماء أن العدوى تم نقلها من شخص واحد مصاب في المطعم إلى بقية الأشخاص. لكن هذا الشخص كان قادراً فقط على نقل العدوى لمن جلسوا بالقرب منه، فكيف نقلها للأشخاص الذين جلسوا بعيداً عنه ولم يكن من الممكن أن يصل إليهم الرذاذ الناتج عن سعاله أو عطاسه؟ توصل العلماء إلى أن انتقال الرذاذ حدث في هذه الحالة على الأرجح من خلال تيار الهواء الصادر من المكيفات. بحسب موقع "بيزنس انسايدر" يقضي أغلب البشر نحو 90 بالمئة من وقتهم في بيئة داخلية مثل المباني والسيارات أو وسائل المواصلات العامة. ويعني ذلك أننا نتنفس هواء نشاركه مع الآخرين في نفس البيئة. يقول كينجيان تشن، وهو أستاذ هندسة ميكانيكية بجامعة بوردو الأمريكية: "تأخذ المكيفات الهواء وتعيد تدويره في المكان، وبهذه الطريقة تنتقل القطرات في جميع أنحاء الغرفة." ويشير تشن إلى تفشي الوباء على متن سفينة "أميرة الألماس" السياحية بإصابة 700 من أصل 3000 راكب بكورونا حتى بعد تطبيق إجراءات الحجر الصحي. ويقول:"حتى بعد الحجر استمر عدد الإصابات في الإرتفاع، وأنا أرجح أن نظام التكييف المركزي لعب دورا محوريا في ذلك." نتائج أولية لا نهائية وبالرغم من هذه النتائج، إلا أنه مازال مبكراً الحكم بخطورة مكيفات الهواء. فبحسب اتحاد الصناعات الألمانية لمعدات البناء التقنية تقوم مرشحات الهواء بمنع تطاير قطرات الرذاذ في تيار الهواء الصادر عن المكيف. أما المكتب الاتحادي للبيئة في ألمانيا يرجع الأمر لنوع مكيف الهواء وجودة صيانته. وينصح المكتب بتهوية الغرف جيداً لتفادي خطر العدوى بشكل عام بحسب موقع "InFranken.de". وينطبق الأمر نفسه على مكيفات الهواء في السيارات بحسب ما نقل موقع "inFranken.de" عن ارنست تابوري، وهو مدير المركز الألماني لاستشارات النظافة الطبية والتعقيم. ويقول تابوري "طالما أن مكيف الهواء يشفط هواءا نقياً فلا توجد مشكلة. أما مع تكرار تقليب الهواء الداخلي يرتفع خطر نقل العدوى." لذلك ينصح بتهوية المكان المغلق بهواء خارجي كل حين وآخر. وفي سياق متصل نقل موقع "بيزنس إينسايدر" أخبار مطمئنة: فعلى الرغم من الإصابات التي وقعت بالمطعم الصيني، إلا أن الأمر اقتصر على عشرة أشخاص فقط من أصل 83 شخصاً كانوا في المطعم بالوقت نفسه، وهو ما يعني أن مكيفات الهواء لا تقوم بنقل قطرات الرذاذ لمسافات بعيدة. نصائح لاستعمال مكيفات الهواء بحسب موقع "بيزنس إنسايدر" توصلت دراسة حديثة بجامعتي أوريغن وكاليفورنيا إلى أن أفضل طريقة لتفادي العدوى في الأماكن المغلقة هي فتح النافذه. ويقول تشن للموقع:" إذا كان هناك شخص مريض في المنزل، فإن فتح النافذة يصبح أمراً ضرورياَ حتى يقوم الهواء الخارجي بتخفيف القطرات الحاملة للفيروس بداخل المنزل." لكن ماذا عن الأوقات شديدة الحرارة التي يكون من الصعب فيها فتح النافذة؟ في هذه الحالة ينصح الخبراء بإبعاد المريض بقدر الإمكان عن منفذ الهواء للمكيف. وتقول أنا رول، وهي أستاذة مساعدة بقسم الصحة البيئية والهندسة بجامعة جونز هوبكينز للموقع إنها تنصح باستعمال مكيفات الهواء. وتقول رول إن دراستها اكتشفت أن التباعد الإجتماعي يأتي في المرتبة الأولى لمنع انتشار العدوى بكورونا ويليه التهوية الجيدة. وفي هذه الحالة فإن مكيف الهواء غير مضر لأنه يقوم بسحب الهواء الدافئ من الداخل (والذي قد يكون محملاً بالفيروس) ويتخلص منه بإبعاده إلى الخارج. لذلك فإن مكيف الهواء عالي الجودة والذي يتم صيانته بشكل دوري لا يمثل خطراً وفق كلام رول. وأخيراً تنصح رول بعدم الإفراط في تبريد الهواء هذا الصيف لأن الفيروس يفقد قدرته على العدوى كلما ارتفعت درجة الحرارة، ويبقى على الأسطح لمدة أطول كلما زادت برودة الجو. وبحسب جريدة نيوزويك الأمريكية، يفضل فتح الستائر حتى يدخل ضوء الشمس إلى الغرف.