دعا المغرب، اليوم الأربعاء بالقاهرة، إلى إنشاء منصة عربية مشتركة للتعاون في مجال البحث العلمي، ورفع التحديات الرقمية التي تواجه منظومة التعليم العالي. وقال الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، السيد ادريس أوعويشة في مداخلة خلال الاجتماع رفيع المستوى لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي العرب، الذي ينظم في إطار أشغال المؤتمر السابع عشر للوزراء والمسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية، إن هذه المنصة، التي يتعين أن تضم مختلف الدول الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، ستسهم في "النهوض بالبحث العلمي ومواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها التحول الرقمي داخل منظومة التعليم العالي في الوطن العربي". وأشار إلى أن "مواجهة تحديات الرقمنة التي تزداد حدتها في التعليم الجامعي، تقتضي منا تعبئة مختلف المكونات العربية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي والفرقاء من جنسيات مختلفة للتعاون تحت مظلة منظمة الألكسو". وأوضح السيد أوعويشة، أن تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجالات البحث العلمي والجامعي والأكاديمي "سيمكن من رفع هذه التحديات الكبرى التي لا تستطيع أي دولة لوحدها مواجهتها". وأبرز الوزير بالمناسبة أهمية هذا الملتقى العربي الذي يناقش، الذكاء الاصطناعي باعتباره موضوعا محوريا ومستقبليا بالنسبة للدول العربية. من جهة أخرى، أكد السيد أوعويشة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن المغرب أطلق عدة برامج في السنوات الأخيرة، تروم ضمان تكافؤ الفرص لفائدة كل الحاصلين على شهادة الباكلوريا للولوج إلى التعليم العالي، مشيرا إلى أن عدد طلاب الجامعة المغربية "تضاعف من سنة 2000 الى 2020 أربع مرات، حيث انتقلنا من 250 ألف طالب وطالبة الى ما يفوق مليون طالب وطالبة". واعتبر أن ارتفاع عدد الطلبة، "مؤشر إيجابي وإنجاز كبير"، لكن المستقبل "يفرض علينا رفع تحديات أخرى تتعلق بالنهوض بالجودة، وتحديث مناهج التدريس والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية". وكان السيد أوعويشة قد أجرى مساء أمس بالقاهرة، على هامش أشغال المؤتمر، مباحثات مع عدد من وزراء التعليم العالي العرب، همت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وإرساء الشراكات بين المؤسسات الجامعية. جدير بالذكر، أن المؤتمر السابع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الدول العربية، الذي ينظم على مدى يومين، حول موضوع "الذكاء الاصطناعي والتعليم .. التحديات والرهانات"، يهدف إلى تبادل الخبرات العربية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وبحث مجالات تحديث مناهج التدريس الجامعية وتجاوز العوائق ذات الصلة ووضع تصورات مستقبلية لمسارات التعليم العالي واتجاهاته. ويناقش المؤتمر، عدة محاور تتعلق باستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في المنطقة العربية، واستخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، في التعليم العالي، وسياسات البحث العلمي وأخلاقيات الذكاء الإصطناعي، والمؤشر العربي الموحد لتصنيف الجامعات، واعتماد منظومة التعليم العالي والبحث العلمي العربية على التقنيات الحديثة.