شكلت وفاة لاعب حسنية أكادير جواد أقدار صدمة كبيرة للجمهور المغربي , خصوصا و أن اللاعب ما زال في سن مبكرة و في أوج عطائه الرياضي مع ناديه و أيضا مع مختلف الفرق التي لعب لها وطنيا و أيضا على مستوى الخليج العربي , وفاة لم تكن سوى آخر حلقات مسلسل موت اللاعبين المغاربة و أيضا على المستوى العالمي و التي تكررت بشكل دوري في السنين الأخيرة , مما يطرح أسئلة و شكوكا تنتظر أجوبة شافية و مقنعة مع تحديد المسؤوليات لمحاولة إيقاف النزيف . ظاهرة عالمية موت اللاعبين المفاجئ شكل في السنين الأخيرة تحديا على مستوى دول العالم المختلفة بعد أن أحصت الفيفا ما يفوق ال 84 لاعبا توفوا إما في الملعب و إما أثناء التداريب في السنوات الخمسة الأخيرة , حسب إحصائية جمعتها اللجنة الطبية للإتحاد الدولي لكرة القدم من مختلف الإتحادات الكروية , وتبقى من آخر الحالات على مستوى العالم حالة لاعب سويدي يبلغ من العمر 29 عاما بعد لحظات من تسجيله هدف السبق لفريقه و الذي ينشط في القسم الثاني السويدي , و أيضا هنالك حالة لاعب برازيلي شاب في 17 من عمره أثناء مباراة لفريقه بدوري ولاية ساو باولو البرازيلي . و قد تابع العالم بكثير من الذهول نجاة الكاميروني فابريس موامبا لاعب خط وسط ميدان بولتون الإنجليزي من الموت بعد أن سقط مغشيا عليه في إحدى مباريات فريقه في كأس الإتحاد الإنجليزي بسبب مشكل في القلب , و لحسن الحظ تم إسعافه , لكن و بنصيحة من الأطباء قرر الإعتزال و التوقف نهائيا عن ممارسة كرة القدم. وطنيا خلال العقدين الأخيرين عرفت الملاعب الوطنية عددا من حالات الوفيات بسبب مشاكل في القلب تبقى أهمها تلك التي عاشها نادي أولمبيك خريبكة ولاعبه عادل التكرادي سنة 1997 و الذي داهمته أزمة قلبية أثناء تداريب فريقه نقل على إثرها للمستشفى حيث وافته المنية . حالة أخرى شهيرة تلك التي عرفها مركب محمد الخامس سنة 2001 بعد أن تعرض لاعب الوداد بلخوجة لأزمة قلبية لم تمهله طويلا لينتقل لدار البقاء في لحظة مؤثرة , بعدها أكد طبيب الوداد عبد الرزاق هيفتي أن اللاعب كان يتمتع بصحة جيدة خصوصا و أن أصابع الإتهام إتجهت صوب الكادر الطبي و أن هنالك تقصيرا في الفحوصات الطبية ربما تكون من بين الأسباب التي أدت للحادث. من الحالات التي شهدت مسلسلا من الشد و الجذب و تقاذفا للمسؤوليات رغم إختلاف طريقة الوفاة , حالة اللاعب زكرياء الزروالي الشهيرة و التي"أتهم" فيها "الباراسيطامول" , و أن جرعة زائدة من هاته المادة تسببت في الوفاة . و من آخر الحالات في هذا المسلسل المحزن من وفياة اللاعبين وفاة لاعب الهواة في نادي رجاء أكادير عبد الهادي حداد و الذي إنهار أثناء حصة تدربية , و لم تنفع معه الإسعافات الأولية في الملعب و المستشفى , و قد توفي و هو في سن 23 من عمره . الملف الطبي بعد كل حالة وفاة تتعالى سهام الإنتقاد للأجهزة الطبية لأنديتنا الوطنية , متهمة إياها بالتقصير و عدم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لإستباق أي أزمة أو طارئ قد يحصل , بينما يكون الجواب هو غياب ملفات طبية تتضمن كل التفاصيل التي تعنى بصحة اللاعب , بينما إتخذت تدابير وقائية من طرف الجامعة و التي ألزمت الأندية بإتخاذ مجموعة من الإجراءات من قبيل توفير ملف طبي لكل اللاعبين و ايضا سيارة إسعاف مجهزة و تدابير أخرى , إتضح بمرور الوقت أن هاته الإمكانيات لن تتوفر سوى للقلة القليلة من النوادي بسبب العوز المادي الذي تعرفه أغلبية الفرق . هكذا يتضح أن المشكل أصبح أمرا واقعا , والوقت لا يرحم لأن اللائحة مرشحة للإرتفاع و شباب في مقتبل العمر غيبتهم الأقدار و آخرون قد يلقون نفس المصير , خصوصا أن طريقة الوفاة واحدة و هي المشاكل القلبية , مما سيضطر الكل جامعة و أندية بالتعاون مع وزارة الصحة لإجراء مزيد من الدراسات و الأبحاث لتحديد مسببات المشكل بالإضافة لتوفير الإمكانات و الوسائل للأندية خصوصا تلك التي لا تتوفر على إمكانات مادية لتوفير فحوص طبية دورية لكل اللاعبين من مختلف الفئات العمرية .