يختلط الأمر على جميع الأسر بين السلوكيات السوية وغير السوية للأطفال، تقول الدكتور نبيلة السعدى أخصائية التواصل للاستشارات الأسرية والزوجية تحديد سلوك الأطفال بشكل عام، ليس بالأمر السهل بسبب الطبيعة الخاصة لسلوك الأطفال المتعلقة بمراحل النمو حيث قد تبدو بعض السلوكيات فى مرحلة ما طبيعية وتصبح فى مرحلة أخرى غير طبيعية. وتضيف، إن هناك 5 معايير نعتمد عليها فى الحكم على سلوكيات الأطفال من خلال الملاحظة والمقارنة وهذه المعايير هى: 1- السن: قد يبدو سلوك الطفل فى مرحلة من مراحل السن غير سوى، ولكن فى مرحلة أخرى يكون سويا، فحين يبكى طفل فى عمر الثالثة بسبب عدم حصوله على قطعة شيكولاته أو طعام فإننا نعتبر ذلك طبيعيا، أما حين يصدر السلوك نفسه عن طفل فى سن الخامسة عشرة، فإننا نعتبر ذلك غير سوى. 2- الموقف الذى يظهر فى السلوك: فقد يبدو فى لحظة معينة سلوكا مضطربا وقد يبدو فى لحظة أخرى سلوكا سويا مثل رفض طفل فى العاشرة من عمره إعطاء قطعة حلوى لطفل آخر فقد يبدو هذا السلوك أنانيا، فور حدوثه ولكن إذا ما حللنا الموقف وأدركنا لماذا يرفض الطفل ذلك فقد يصبح سلوكه عاديا. 3- التكرار: فتكرار السلوك يعتبر من الأمور الهامة فى الحكم على سلوك الأطفال، السلوك الذى يظهر لمرة واحدة أو لمرات قليلة متباعدة لا يمكن اعتباره غير سوى إلا فى حالة إلحاقه الأذى الشديد بالآخرين، ففى حالة كذب الطفل – مثلا – لينقذ نفسه من حرج معين مرة واحدة لا يمكن أن نقول إن هذا غير سوى، ولكن إذا تكرر يمكن أن نفسره بالسلوك غير السوى. 4- القيم والمعايير: نظرا للتفاوت الكبير فى أحكام الكبار ونتيجة اختلاف رؤيتهم للسلوك واختلاف معايير قيمهم فقد ينظر شخص إلى السلوك نفسه على أنه طبيعى فى حين أن ينظر الآخر على أن نفس سلوك غير طبيعى، لذلك موقف الكبار من هذا السلوك يعد إلى المعايير السابقة محددا مهما من محددات الحكم على السلوك السوى والمضطر. 5- الاستغراب: والمقصود به هنا أن يكون السلوك لافتا للنظر، وأى سلوك لافت للنظر يمكن اعتباره مضطربا وهنا لا يوجد فرق إذا كان السلوك مزعجا أو لطيفا إذ يمكن لطفل هادئ أن يكون مضطربا سلوكيا تماما مثل الطفل الصاخب.