أيام قبل حلول ذكرى يناير (رأس السنة الأمازيغية) الذي يوافق 12 يناير من كل عام، والذي سيكتسي هذه المرة طابعا خاصا عند الجزائريين بعد توقيع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم 27 ديسمبر الماضي على مرسوم رئاسي يقضي باعتبار رأس السنة الأمازيغية الموافق ل 12 يناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر، تفجر جدل في الجزائر بعد صدور فتوى ب “تحريم ” الاحتفال به. ويعرف رأس السنة الأمازيغية لدى أمازيغ الجزائر ب “يناير” أو “ينار”، وهو كلمة مركبة من “ين” وتعني واحد و” ر” تعني الشهر الأول، وبالأمازيغية “يناير” هي ” إخف أوسقاس “، تختلف طقوس الاحتفال به من منطقة إلى أخرى كذبح ” الديوك البلدية ” أي تلك التي ” تربى في البيوت، وإقامة الوزيعة في “الدشور” أي القرى، وهي جمع المال من السكان وشراء رؤوس الأبقار وتوزيع لحمها بالتساوي، بينما يحلق شعر المولود الرضيع وتخصص له أجمل الثياب ويوضع داخل قصعة كبيرة لترمي فوقه جدة المنزل مزيجا من الحلويات والمكسرات. وبدأت مظاهر الاحتفال بذكرى يناير التي تعود إلى 2969 سنة حين فاز الملك الأمازيغي “شيشناق” بالحرب ضد الفراعنة، ويناير، هو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. وفي وقت تتأهب العائلات الجزائرية لاستقبال هذه المناسبة، أصدر رئيس لجنة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين فتوى بتحريم الاحتفال معتبرا أن ذلك غير جائز وهو من عادات الجاهلية. وقال الشيخ بن حنفية إن “الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي يوافق 12 يناير ويسمونه يناير، ويروجون له إعلاميا، أن أحد ملوكهم انتصر على أحد ملوك مصر، ويخصصون لذلك طعاما وفواكه معينة، لا يجوز الاحتفال به، وأنه تبعا لذلك، لا يجوز كذلك الاعتماد على الحساب الشمسي، دون الحساب القمري”، مضيفا أن “الاحتفال به غير جائز… وأنه يضار بأعياد المسلمين، عيدي الفطر وعيد الأضحى “. واستند المتحدث في فتواه على آيات وأحاديث شريفة تؤكد على ضرورة اعتماد الحساب القمري. وعن هذه الفتوى يقول الباحث في الثقافة الأمازيغية محمد أرزقي فراد، “مع الأسف فتوى التحريم تسير في اتجاه معاكس للقرآن، الذي أشار في سورة يونس، وبالتحديد الآية الخامسة، إلى أهمية الحساب في حياة الإنسان، علما أن التقويم الأمازيغي هو رزنامة متعلقة بتنظيم الأشغال الفلاحية “، ورد المتحدث على تصريحات رئيس لجنة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين قائلا ” أساس أصحاب الفتوى، أليس الحج عادة جاهلية أقرها الإسلام “. وأكد الباحث في الثقافة الأمازيغية أنه يجب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية لترسيخ القيم والرمزيات الثقافية والحضارية والإنسانية في أوساط الأجيال الجديدة “، وشرح فراد العبرة من الاحتفال برأس السنة الهجرية ” أن نتعلم التمسك بالمبدأ وأن نتعلم حب الأرض “.
للإشارة فإن أمازيغ المغرب أيضا يقومون بالاحتفال بفاتح سنتهم ، حيث تخوف البعض من إصدار بعض الفقهاء المغاربة لفتوى مشابهة لتلك التي صدرت عن نظرائهم الجزائريين مما سيفتح باب الصدام بين العرب والأمازيغ على مصراعيه.