لم يكن اللواء أحمد عسيري يحظى بشهرة خارج المملكة العربية السعودية قبل الحرب في اليمن التي اندلعت في مارس/أذار 2015. لكنه سرعان ما نال شهرة كبيرة بعدما اختير متحدثا باسم التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن. وخلال العامين التاليين، عمل عسيري بالقرب من ولي العهد السعودي، عندما كان آنذاك وزير الدفاع ومهندس الحرب، قبل أن يترقى الرجلان إلى مناصب أعلى وأكثر تاثيرا. المتحدث باسم المملكة ويتحدث عسيري اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، ونجح الرجل في إبهار الصحفيين بقدرته على الدفاع عن المملكة ضد الاتهامات التي واجهتها بإلقاء القنابل دون تمييز على أهداف في اليمن. لكنه بدا وهو يفقد أعصابه خلال زيارة له في لندن في مارس / أذار عندما رشقه متظاهرون بالبيض قبل إلقائه كلمة في مؤتمر دولي. ويظهر مقطع فيديو للواقعة اللواء أحمد عسيري وهو يستدير ليواجه المحتجين بعد ضربه بالبيض، ويشير لهم بأصبعه الأوسط. وبعد ذلك بوقت قصير، عين عسيري نائبا لمدير المخابرات العامة السعودية. حياته العسكرية وكان التعيين في المنصب الجديد مكافأة للرجل الذي وصل إلى منصب بارز في التسلسل الوظيفي داخل الجيش السعودي بمرتبة الشرف. وذكرت وسائل إعلام سعودية أن اللواء عسيري نشأ في بلدة محايل في محافظة عسير جنوب غرب المملكة العربية السعودية. لكن صعوده في الحياة العسكرية كان له بعض الإنجازات الملحوظة في سجله المهني. وتقول تقارير إن اللواء عسيري تلقى دورات تدريبية في أكاديميات عسكرية غربية مرموقة، مثل "ساندهيرست" البريطانية و"ويست بوينت" الأمريكية و"سان سير" العسكرية في فرنسا. السقوط كان اللواء أحمد عسيري مسؤولا يتمتع بسلطة كافية لاتخاذ قرارات مهمة من تلقاء نفسه، لكن دوره في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لا يزال يحيط به الغموض. ووفقا لرواية واحدة أوردتها صحيفة نيويورك تايمز، تقول تقارير إن عسيري تلقى تصريحا شفهيا من ولي العهد محمد بن سلمان باعتقال خاشقجي لاستجوابه في السعودية. لكنه إما أساء فهم تعليماته أو أنه تجاوز ذلك التصريح من الأمير باعتقاله. ووفقا لما أوردته الصحيفة، فإن "تقارير ذكرت أن العسيري قدم اقتراحات للأمير محمد بن سلمان بأن خاشقجي قضية ينبغي التعامل معها". لكن كثيرا من الخبراء يقولون إنه بغض النظر على دوره في الحادثة، فإن الأمير محمد بن سلمان يتحمل المسؤولية النهائية. وقال المدير العام لشبكة الجزيرة الإخبارية، وضاح خنفر، لبي بي سي: "نعلم أنه في السعودية لا يمكن أن ينفذ أي شيء دون تعليمات وأوامر مباشرة من الأمير محمد بن سلمان. نعلم هذا كحقيقة واضحة".