إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مغاربة مهوسون بالقتل والسرقة والتلصص على النساء العاريات!
نشر في أخبارنا يوم 26 - 08 - 2012

يخططون بدقة، وينفذون بمهارة، ويتحايلون حتى لا يكتشف أمرهم .. يصنفون كمجرمين يعاقبهم القانون، لكنهم يحظون أيضا بلقب « مهوسين» فالجرائم التي ينفذونها تمتاز بغرابتها وتواترها بل وعدم قدرتهم على التوقف عنها لأن متعتهم الحقيقية لا تتأتى إلا من خلال تلك الأفعال الجرمية التي يقترفونها. فمن الهوس بسرقة أشياء تافهة إلى التلصص على الآخرين في أوضاع حميمية إلى قتل أو إيذاء فئات بعينها تتنوع حالات مجرمين «استثنائيين» يثيرون فضول ودهشة الناس قبل استنكارهم لتلك الجرائم
يمتطي دراجة هوائية، يغطي رأسه بواسطة «قب»، ويحمل في يده آلة حادة، ينتقي ضحاياه بعناية فائقة من الفتيات اللواتي يرتدين سراويل «الجينز» الضيقة أو «الميني جيب» التي تظهر مفاتنهن، فيتصيد منها المؤخرات من أجل تنفيذ اعتدائه عليها، قبل أن يسرع في الاختفاء عن الأنظار.
«مول البيكالة» .. مهووس يذبح المؤخرات
«مول البيكالة» الذي روع ساكنة مدينة تيزنيت وفتياتها اللواتي يستهدف مؤخراتهن، يعمل على اختيار أماكن ومواقيت تنفيذ عمليات اعتدائه على ضحاياه بعناية، فيفضل الأماكن الخالية من المارة والمظلمة، بعيدا عن ازدحام الشوارع الكبرى.
كثرت اعتداءات «مول البيكالة» وتعددت ضد النساء إلى أن بلغ عدد ضحاياه 8 فتيات، نقلت ستة منهن إلى المستشفى الإقليمي لتزنيت من أجل تلقي الإسعافات، قبل أن يقدمن شكايات للدوائر الأمنية المختصة، قصد فتح تحقيق في حوادث الاعتداءات وإلقاء القبض على المجرم الذي يقف وراءها.
اعتداءات «مول البيكالة» اختلفت حدتها ما بين الجروح البسيطة، وبين التي احتاجت ل 21 «غرزة»، كما حدث لسناء الطالبة ذات الثامنة عشرة سنة والتي كانت ترتدي لباسا صيفيا يخفف عنها حرارة الصيف، والتي تعرضت لاعتداء مزدوج على يد «مول البيكالة».
حدث الاعتداء الأول على مستوى الفخد، لينقلها والدها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية قبل أن تتقدم بشكاية للأمن ظنا منها أن الأمر يتعلق بمحاولة سرقة عادية، إلا أن الجاني عاد بعد ثلاثة أيام قبيل المغرب ليطعنها على مستوى مؤخرتها هذه المرة ما استدعى تقطيب الجرح بواحد وعشرين غرزة، وشهادة طبية مدتها 21 يوما.
ضحاياه من الفتيات لا يستطعن نسيان ما تعرضن له على يديه، بسبب الجروح التي مازالت بادية على أجسادهن وخاصة في منطقة المؤخرة المستهدفة. كما سهام التي تعمل حلاقة متدربة هي إحدى ضحايا «مول البيكالة» الذي مزق لحمها وسروالها «الجينز» وقد بدت مرعوبة وهي تتحدث عن تجربتها المخيفة. فقد دفعها ارتفاع درجة الحرارة إلى الخروج من البيت للتجول بأرجاء المدينة، وبينما كانت بالقرب من ثانوية «المسيرة» شعرت بآلة حادة تقطع سروالها محدثة جرحا طفيفا على مستوى المؤخرة.
لم تفهم سهام ما جرى واستدارت لتعرف من المجرم الذي اعتدى عليها لتجد «مول البيكالة» يبتعد عنها بأمتار، وهو يتوعدها بإشارة من يده بعد أن صرخت في وجهه «الله ينعل ليك الوالدين آشفار».
«الدافع بالنسبة إلى هؤلاء نادرا ما يكون البحث عن المكاسب المادية بل في أغلب الأحيان يكون الدافع نفسيا، وميول جارفة للحصول على المتعة والنشوة أو التخلص من الضيق والتوتر والقلق غير المحتمل أو الانتقام لموقف تعرض فيه المجرم للإيذاء أو الإهانة الشخصية في مرحلة ما من حياته تركت لديه شرخا كبيرا في نفسيته ونرجسيته» يؤكد تيسير بنخضرا مدير مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بفاس.
لا يقتصر اعتداء «مول البيكالة» فقط على الفتيات اللواتي يرتدين سروايل «الجينز» أو التنانير القصيرة، فقد طال اعتداؤه أيضا خديجة التي كانت ترتدي جلبابا وهي ذاهبة إلى أحد الأسواق الممتازة رفقة صديقتها من أجل ابتياع بعض قنينات الماء المعدني.
بينما كانت خديجة تتحدث إلى صديقتها عن «مول البيكالة» الذي روع مدينة تيزنيت مر بالقرب منها وبسرعة البرق وجه طعنة إلى مؤخرتها اخترقت الجلباب وأسقطتها أرضا، ودفعتها إلى الصراخ «شد شد مول البيكالة» مما دفع صديقها إلى الدخول في موجة من الضحك اعتقادا منها أن خديجة تمثل دور الضحية، قبل أن تكتشف أنها تعرضت لاعتداء فعلي.
روع «مول البيكالة» فتيات تيزنيت، ودفع الأمن الإقليمي بالميزنة إلى تجنيد مختلف مصالحها من أجل إلقاء القبض عليه، ومعرفة دوافع تنفيذ اعتداءاته، التي مازالت مبهمة، وغير معروفة، لا يظهر منها سوى هوس غريب بمؤخرات الفتيات بينما مازال الجاني المهووس طليقا.
متعته التلصص على الأجساد العارية
انتشر خبر مصور الأفلام الحميمية المنقولة مباشرة من حمام بشقة سفلية تكتريها ضحاياه من النساء العازبات، انتشار النار في الهشيم بمدينة أكادير، بعد ثلاث سنوات قضاها في الاستمتاع المباشر برؤية الأجساد البضة لجاراته تتحرك بحمام الطابق السلفي حيث يقطنن، بفضل كاميرا منصوبة في الحمام.
ثبت الشاب كاميرته الصغيرة في حمام منزله السفلي، بمنتهى برودة الدم، وقام بوصلها بحاسوبه الخاص الموجود بغرفة نومه، من أجل التلصص على جاراته والاستمتاع برؤية أجسادهن العارية، وممارسة العادة السرية التي كان مدمنا عليها.
كان هذا الشاب وهو من مواليد سنة 1973 متزوجا وأبا لطفلين، لكن الحياة الأسرية الطبيعية التي كان يعيشها لم تكن تعكس حقيقة هوسه الغريب وعاداته الهجينة التي كان يستمد منها لذته. كان مهووسا برؤية أجساد أنثوية عارية تتحرك مباشرة أمام عينيه، ولم يكن يستطيع الاستمتاع بهذا الأمر إلا من خلال نصب كاميرا من حجم صغير بمقدمة قناة التهوية العلوية بركن من الحمام الموجود في الطابق السفلي. متعة الشاب لم تكن لتكتمل إلا بحضور عامل التلصص والتجسس لاستراق لحظات المتعة في غفلة من اللواتي كان يصورهن عاريات في حمام بيتهن. وهي الحالة التي يصنفها الأطباء النفسيون كخلل نفسي، حيث يؤكد الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية محسن بنيشو بأن «هناك بعض الناس الذين لا يستطيعون إشباع غرائزهم الجنسية إلا عن طريق اللجوء إلى التلصص على الآخرين والتفرج عليهم دون علمهم».
كانت الكاميرا مربوطة بسلكين كهربائيين دقيقين يقودان إلى الشقة العلوية، وينقلان ما يجري بالحمام إلى مخزن المعلومات عبر مفتاح «يو إس بي»، الذي ربطه الجار المتلصص بجهاز حاسوبه الشخصي ليتمكن من متابعة صور مباشرة لعملية استحمام الفتيات، وتجملهن، وحلاقة الأجزاء الخفية من أجسامهن، والتلصص على عوالم كل واحدة منهن عندما تختفي داخل الحمام، وعندما تدعك جسدها برفق أو تداعب أطرافها الحميمة.
أما انكشاف أمر المتلصص فكان على يد أستاذة اكترت منه غرفة بمنزله، واكتشفت صدفة الكاميرا لتقوم بإبلاغ الشرطة عنه، ليتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة، ليحكم عليه بسنة حبسا نافذا، بعد أن اعترف أنه بدأ في تنفيذ مخططه والاستمتاع بأجساد النساء عاريات منذ حوالي ثلاث سنوات.
«النينجا»..عدو الحراس الليليين
مهووس من نوع آخر برع في إخفاء ميولاته الإجرامية عن المحيطين به، فلقد كان شخصا انطوائيا، يتحدث عنه الجميع بالخير، لكنه كان يتحول إلى مجرم خطير في المساء. كان يعمد إلى سرقة السيارات للحصول على الأموال، بل وتعدى الأمر حدود ذلك ليصل إلى جرائم قتل بشعة، لكنه كان يفلت من قبضة الشرطة بأعجوبة، إنه «النينجا» «زائر الليل» الذي روع ساكنة سيدي البرنوصي.
عبد الله قاسمي الملقب ب«النينجا» من مواليد سنة1961 بحد أولاد فرج، سافر بإيعاز من والده إلى منزل عمه بتازة حين كان لا يزال طفلا، بينما استقرت عائلته في دوار السكويلة بالبيضاء، وعندما أصبح يافعا صارت تصرفاته عنيفة، فحتى وهو في صفوف الجيش، حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن بعد إطلاقه الرصاص على أحد زملائه بمدينة العيون، وقضى سنة داخل السجن، قبل أن يتم طرده من صفوف الجيش.
عاد «النينجا» إلى البيضاء وأدمن شرب الخمر وتعاطي المخدرات وسرقة السيارات، ثم تزوج في سنة 1986، لكنه سرعان ما ترك زوجته حاملا عندما دخل السجن وحكم عليه بثلاثة أعوام بسبب السرقة. وعندما أفرج عنه طلقها وتزوج من أخرى، عانت معه أيضا من نفس المشاكل.
«الجانح الذي يعيش ظروفا اجتماعية قاسية غالبا ما يكون في وضعية حالة العود للجرائم التي ارتكبها.. وقد تكون جرائم خطيرة كالاعتياد على القتل لأسباب نفسية وقد تكون جرائم مرتبطة بالجانب المادي كالسرقة، بحيث يعتبر في حالة عود من يرتكب جريمة بعد أن حكم عليه بحكم حائز لقوة الشيء المحكوم به من أجل جريمة سابقة» حسب محمد أمغار المحامي بهيئة الدار البيضاء.
في ثاني ماي من سنة 1991، هاجم «النينجا» حارس سيارات وضربه بحجر على رأسه وأخذ عصاه وضرب بها شخصا على رأسه أيضا، ليصل عدد ضحاياه في عام واحد إلى ستة أشخاص من بينهم أربعة حراس، مات منهم اثنان، وفي العام الموالي هاجم «النينجا» ثلاثة حراس آخرين نقلوا إلى المستشفى في حالات حرجة.
في 14 نونبر من سنة 1992، استفاق حي البرنوصي بالدار البيضاء على جريمة قتل أخرى ينفذها «النينجا» إذ هاجم شرطيا داخل مخفر للشرطة بحي القدس أثناء تأدية عمله، واستولى على مسدسه، ثم عاد أدراجه وأفرغ المسدس من العشر رصاصات التي كانت بداخله، وخبأ كل شيء في بيته الصفيحي، وسافر في صباح اليوم الموالي إلى تازة عند عمه ليبعد عنه الشكوك، وبعد ثلاثة أيام عاد مع أسرته إلى البيضاء ورمى ب«شارجور» المسدس في المرحاض.
نفذ «النينجا» اعتداء جديدا في حق شرطي بالطريق السيار، وكان في نيته الاستيلاء على سلاحه، حيث أطلق عليه رصاصتين أردتاه قتيلا، لكنه فوجئ بعدم توفر الشرطي على المسدس. الهدف الأول للنيجا كان هم الحراس الليليون أما قتل عناصر الشرطة فلم يكن سوى وسيلة للحصول على الرصاص.
بعد هذه العمليات استنفد «النينجا» عدد الرصاصات التي كانت معه، ليقرر التخلص من سلاحه الناري، من خلال تفكيكه إلى أجزاء ورميه في الخلاء قبل أن يختفى عن الأنظار وتتوقف بذلك عملياته الإجرامية، بينما ظل التحقيق على قدم وساق للقبض عليه، حيث توصلت عناصر الشرطة إلى بعض أوصافه.
في سنة 1995، استفاقت ساكنة البرنوصي على جريمة قتل حارس ليلي آخر، وتعرض خمسة حراس آخرين للطعن والضرب، لتنحصر شكوك رجال الشرطة في ثلاثة مجرمين، وتقودهم المواصفات إلى «النينجا».
توصلت عناصر الشرطة القضائية بأخبار تفيد بأن «النينجا» يوجد في منزله بدوار السكويلة، فتم تطويق المنزل والقبض عليه، وهو يستعد للخروج، وبعد التفتيش تم حجز ملابس كان يرتديها المتهم ساعة ارتكاب جرائمه، وتمت محاصرته في قسم الشرطة بالعديد من القرائن، واعترف بالمنسوب إليه في 15 ماي من سنة 1995 بعد خمس سنوات على ارتكاب أولى جرائمه. لكن رجال الشرطة كانوا يفتقرون إلى دليل مادي لإدانته، ليقودهم «النينجا» فيما يشبه صحوة ضمير متأخرة إلى «شارجور» المسدس الذي تخلص منه بمرحاض منزله. وبعد التحقيق معه تم تقديمه إلى العدالة ليتم الحكم عليه بالإعدام في السادس عشر من شهر أبريل سنة 2006.
«إذا ارتكب المتهم عدة جرائم لايفصل بينها حكم صادر في إحداها فإننا نكون بصدد تعدد الجرائم أي ارتكاب شخص لجرائم متعددة في آن واحد أو في أوقات متوالية دون أن يفصل بينها حكم غير قابل للطعن وهي الحالة التي يكون فيه المهووسون بصفة خاصة بجرائم القتل، بحيث لايلقى عليهم القبض إلا بعد ارتكاب جرائم قتل متعددة وفي هذه الحالة فإن العقوبة تكون الحد الاقصى قانونا لمعاقبة الجريمة الأشد» يؤكد محمد أمغار.
متلصص غرف التدليك
هوس التلصص على الآخرين في وضعيات حميمة أصاب أيضا عبد الخالق مصفف الشعر. كان الرجل يحظى باحترام مشغله وزبوناته طيلة السنوات التي عمل فيها كمصصف شعر بأحد صالونات التجميل، بفضل حرصه الدائم على إرضاء الراغبات في العناية بمظهرهن، من خلال إتقانه لعمله، وإلمامه بأدق تفاصيله.
داخل الصالون المتواجد بأحد الأحياء الراقية بمدينة الدار البيضاء كانت النساء يستفدن أيضا من حصص في العناية بالبشرة بدءا بالتدليك وانتهاء بإزالة الشعر من مختلف أنحاء أجسادهن على يد العاملات بالصالون في غرفة خاصة تتواجد بالطابق العلوي، والتي لا يسمح لعبد الخالق كما هو الشأن بالنسبة لباقي العاملين من الرجال بالاقتراب منها طيلة فترة العمل.
كانت ضحكات النساء والفتيات تتعالى، فيخترق صداها جدران الغرفة المغلقة إلى أن يصل إلى مسامع «لكوافور»، ويداعب غرائزه، ويجعله يبحر بعيدا بمخيلته، وهو يرسم بداخلها أجساد زبونات الصالون بأدق تفاصيلها الأنثوية، قبل أن يقرر في كل مرة ترجمة توهماته إلى حقيقة.
في سبيل أن يختلس النظر للحظات على أجساد النساء خلال استفادتهن من حصص التدليك أو إزالة الشعر، كان عبد الخالق يتحجج تارة برغبته في إجراء مكالمة هاتفية، وتارة أخرى ببحثه عن شيء مفقود، كي يتسلل إلى الطابق العلوي، ويستمتع بالنظر من خلال ثقب الباب إلى أجساد النساء اللواتي يكن مستلقيات على السرير وهن شبه عاريات.
تحول الشاب الثلاثيني الأعزب في غضون أيام إلى مدمن على مشاهدة أجساد النساء العاريات، ولم يعد اختلاس النظر من ثقب الباب كافيا لإشباع رغباته المكبوتة، ليقرر البحث عن أسلوب جديد يضمن له الاستمتاع لوقت أطول بمشاهدة أجساد المنتميات إلى الجنس اللطيف.
سلوك عبد الخالق يفسره الدكتور بنيشو بالقول إن «الناس الذين يقومون بمثل هذه السلوكات يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة باضطرابات جنسية عند بعضهم حيث لا يستطيعون تلبية رغباتهم الجنسية إلا من خلال النظر والتلصص».
تفتق ذهن عبد الخالق عن فكرة اقتناء آلة تصوير من الحجم الصغير ووضعها داخل الخزانة الزجاجية المقابلة للسرير الذي تستلقي عليه النساء خلال استفادتهن من حصص التدليك وإزالة الشعر.
حرص عبد الخالق على استغلال الفترات التي تكون فيها الغرفة خالية من أجل نصب الكاميرا في المكان المناسب للتصوير، وكان يذهب لتفقدها كلما سنحت له الفرصة بذلك ودون أن يثير انتباه زبوناته ومشغله، قبل أن يستعيدها في المساء وهو يهم بمغادرة الصالون في اتجاه منزل أسرته، حيث يستمتع بإعادة كل ما فاته من مشاهد في الفترة التي يكون منهمكا فيها بآداء عمله.
لن يكون الحظ حليف عبد الخالق لوقت طويل، بحيث سينكشف أمره على يد مشغله الذي سوف يضبطه في ذلك اليوم يتسلل إلى الغرفة، ويفتح باب الخزانة ويحاول استعادة الكاميرا.
كانت صدمة المشغل قوية بعد أن اكتشف بأن مصفف الشعر الذي يثق به ويشهد له بالكفاءة قد حول صالون التجميل الذي يعمل فيه إلى استوديو لتصوير أجساد زبوناته «المرفحات».
أصر المشغل في ذلك اليوم على إبلاغ الشرطة، غير أن توسلات عبد الخالق حالت دون ذلك، ليكتفي بطرده من عمله، خاصة أنه الشخص الوحيد الذي اكتشف أمره، حفاظا على سمعة الصالون الذي يعتبر مورد رزقه الوحيد.
شادية وغزو/ مجيدة أبوالخيرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.