من المنتظر أن يلتقي غدا الإثنين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بقيادات المركزيات الأكثر تمثيلية، لقاء سيكون صعبا في ظل جو المواجهة السائد بين الطرفين، حيث تتهم المركزيات النقابية الحكومة بالسعي لضربها كما جاء على لسان برلمانية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ثريا لحرش، خلال مشاركتها ببرنامج "ساعة للإقناع" على قناة "ميدي 1 تيفي" أمس السبت، وأيضا من خلال تكرار أجهزة ومسؤولي المركزيات لإتهاماتهم لحكومة البيجيدي بتعطيل الحوار الاجتماعي وضرب القدرة الشرائية للمواطنين؛ بل وتحميلها مسؤوليات الحركات الإحتجاجية التي شهدتها وتشهدها العديد من المناطق وكذا مسؤولية وتبعات المقاطعة الشعبية لعدد من المنتوجات الإستهلاكية. وبالمقابل تحمل حكومة العثماني بدورها مسؤولية تعثر الحوار الإجتماعي للنقابات نفسها، لغياب التنسيق بينها و توزعها لأقطاب، ما جعل الحوار سداسيا بدل أن يكون ثلاثيا، وصعب إمكانيات التفاوض وقلل من فرص الوصول لحل، مع تأكيدها اي الحكومة على حرصها على مواصلة الحوار الاجتماعي وانتظامه مهما كانت الظروف و النتائج، فالحوار الاجتماعي حسبها دائما هو نوع من التفاوض الذي يمكن أن يفضي إلى اتفاق أو عدمه... فهل ستسعى أطراف الحوار الإجتماعي (حكومة نقابات باطرونا) للخروج من اللقاء / المواجهة بنتائج تفرج ولو جزئيا من معاناة المواطن اليومية مع تكلفة المعيشة وارتفاع الأسعار؟ أم أن الأمر لا يعدو سوى نوع من التفاوض يمكن أن يفضي إلى اتفاق أو عدمه على رأي الحكومة ؟