فاز المخرج المغربي فوزي بنسعيدي بجائزة أفضل مخرج سينمائي عن فيلمه "موت للبيع"، الذي مثل المغرب في مهرجان "أوسيان سيني فان للسينما الأسيوية والعربية" بنيودلهي، الذي اختتمت فعاليات دورته 12، أول أمس الأحد، بالهند. وأعلنت لجنه تحكيم مسابقة الأفلام الأسيوية والعربية، التي شارك فيها المخرج المصري مجدي أحمد علي، عن فوز الفيلم التركي "في الداخل" بجائزة أفضل عمل سينمائي، والفيلم الإيراني "استقبال متواضع" بجائزة أحسن تمثيل، من خلال الممثلة ترانة عليدوستي، والممثل ماني حقيقي. ومنحت اللجنة جائزتها الخاصة للفيلم الإندونيسي "بطاقات بريدية من حديقة الحيوان"، كما خصت الفيلم الياباني "قصه حب" بتنويه خاص. وبخصوص فوزه بجائزة أحسن مخرج سينمائي، أعرب فوزي بنسعيدي، في تصريح ل"المغربية"، عن سعادته بفوز فيلمه الثالث "موت للبيع" بالعديد من الجوائز المهمة من مختلف المهرجانات الدولية والوطنية، مبديا ارتياحه لحفاوة الاستقبال، الذي حظي به فيلمه على المستوى النقدي والجماهيري في مهرجان "أوسيان سيني فان للسينما الأسيوية والعربية". وأوضح بنسعيدي أن "موت للبيع" حصل منذ مطلع السنة الجارية على "جائزة الفن والتأليف" ببرلين٬ وجائزة أفضل فيلم في الدورة 22 لمهرجان الفيلم الإفريقي في ميلانو، بإيطاليا، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة، والجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان. ويشكل "موت للبيع"، الذي يلعب فيه فوزي بنسعيدي دور البطولة، إلى جانب فهد بنشمسي، وفؤاد الأبيض، ومحسن مالزي، ونزهة رحيل، وآخرين، حسب الناقد المغربي عبد الكريم واكريم "استمرارية في المسار السينمائي لهذا المخرج الذي تشغله هموم فنية وإستيتيقية، تبدو واضحة المعالم في بعض أفلامه وتختبئ وراء هموم اجتماعية، ورؤية سياسية للمجتمع والناس في أفلام أخرى". ويضيف واكريم "يكمن خلف قصة الأصدقاء الثلاثة، الذين يهيمون في فضاء مدينة تطوان الهامشي باحثين عن مخرج من همومهم الفردية وتوهانهم الوجودي، اشتغال جدي على أشكال سينمائية رائدة، إذ نجد أنفسنا ونحن نتابع "موت للبيع" أمام مخرج محترق بهم السينما الحقيقية، وأن المواضيع المطروحة في فيلمه رغم كون بعضها متاحا ومستهلكا ليست سوى ذريعة للمزيد من التجريب والاشتغال على هذه الأشكال الفنية السينمائية، إذ يحضر في فيلمه هم شكلي لا نراه إلا عند مخرجين رواد". يذكر أن مهرجان "أوسيان سيني فان للسينما الأسيوية والعربية"، شهد عرض نحو 175 فيلما احتفالا بمرور 100 عام على السينما الهندية، وتميز باحتفاء خاص بالمخرج الهندي الراحل ماني كول، الذي ارتبط اسمه بهذه التظاهرة الثقافية، وتكريم مستحق للناقد السينمائي المصري سمير فريد من خلال منحه جائزة "إنجاز العمر في الكتابة السينمائية" ويمنحها المهرجان للمرة الثانية منذ انطلاقه عام 2000، حيث كانت هذه المسابقة خاصة بالأفلام الهندية فقط. وقالت اللجنة المنظمة، في بلاغ لها، إن الحدث "ليس مجرد مهرجان ثقافي بل تظاهرة إنسانية وإبداعية مهمة للغاية"٬ إذ جرى عرض حوالي 200 فيلم عربي وآسيوي تناقش القضايا المرتبطة بالطفولة والمشاكل التي تواجه المواطن العادي. وأضافت أن المهرجان، الذي نظم بين 27 يوليوز الماضي و5 غشت الجاري٬ تضمن حلقات للنقاش تناولت حرية الفكر والتعبير الإبداعي٬ ومعرضا شاملا حول "100 عام من السينما الهندية"٬ إلى جانب موضوع البيئة الذي خصص له الحدث حيزا مهما.